عقد أول راية لمسلم
بعث في النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب بن هاشم إلى سيف البحر من ناحية العيص في ثلاثين راكباً من المهاجرين، ليسفيهم من الأنصار أحد، فلقي أبا جهل بن هشام بذلك الساحل في ثلاثمائة راكب من أهل مكة، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني ، وكان موادعاً للفر يقين جميعاً، فانصرف بعضالقوم عن بعض، ولم يكن بينهم قتال. فقال: وبعض الناس، يقول: كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين، وذلك أن بعثه وبعث
عبيدة كانا معاً، فشبه ذلك على الناس.
عدد المسلمين والكافرين
وروينا عن موسى بن عقبة: أن أول البعوث بعث حمزة في ثلاثين راكباً، فلقوا أبا جهل في ثلاثين ومائة راكب من المشركين، ثم كانت الأبواء على رأس اثني عشر شهراً، ثم بعث عبيدة فلقوا بعثاً عظيمًا من المشركين على ماء يدعى الأحياء من رابغ، قال: وهو أول يوم التقى فيه المسلمون والمشركون في قتال.
الخلاف في أول بعث
و عن عروة: أن راية حمزة هي الأولى. وروينا عنه أيضًا، عن محمد بن شعيب، عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس، ذكر بعث عبيدة ثم بعث حمزة بنحو ما ذكر ابن إسحاق.
سبب عدم مشاركة الأنصار
وروينا عن ابن سعد: أن أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمزة بن عبد المطلب في شهر رمضان على رأس سبعة أشهر لواء أبيض، وكان الذي حمله أبو مرثد كناز بن الحصين الغنوي في ثلاثين راكباً من المهاجرين، قال: ولم يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا من الأنصار مبعثاً حتى غزا بهم بدرًا، وذلك أنهم شرطوا له أنهم يمنعونه في دارهم.
سبب السرية
وخرج حمزة يعرض لعير قريش قد جاءت من الشام تريد مكة، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، ثم سرية عبيدة في ستين من المهاجرين إلى بطن رابغ، في شوال على رأس ثمانية أشهر عقد له لواء أبيض حمله مسطح بن أثاثة ، فلقي أبا سفيان بن حرب في مائتين من أصحابه على ماء يقال له أحيا. وقال أبو عمر: أبنى من بطن رابغ على عشرة أميال من الجحفة وأنت تريد موضع قديد عن يسار الطريق، وإنما نكبوا عن الطريق ليرعوا ركابهم.