وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه المسلمون عند #~~~كُرَاع الغَمِيم~~~# متجهين للعُمرة قضاءً لعُمرة الحُديبية …
التي مُنعوا منها العام الماضي، فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا أوّل الليل، ثم ساروا حوالي 25 كم في خمس ساعات حتى وصلوا #~~~مرّ الظهران~~~# وقت صلاة الصبح فصلوه به أو قريبًا منه، وكان بها مُحمد بن مسلمة وبشير بن سعد ومن معهما على الطّليعة التي أرسلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمائة فرس والسِّلاح والعِتاد الخاص بالمسلمين، فأمرهم النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتقدّموا مع الهَدْي الذي يقوده ناجية بن جُندب الأسلمي إلى بطن يأجج.
ثم أكملوا المسير حوالي 13 كم في ساعتين ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~سَرِف~~~#، ثم حوالي 8 كم حتى وصلوا #~~~شِعْب يَأجِج~~~# وقت الظهر تقريبًا، وأرسلت قُرَيش مكرز بن حفص بن الأحنف في مجموعة من قُريش إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم، فوجدوه عند يأجج على حدود الحرم المكّي، والنبي صلى الله عليه وآله وسلَّم مع أصحابه والمجموعة التي معها الهدي والسلاح مُقبلة، فقالوا: “يا مُحمد، والله ما عُرِفت صغيرًا ولا كبيرًا بالغدر، تدخل بالسلاح الحرم على قومك؟ وقد شرطت ألّا تدخل إلا بسلاح المُسافر، السيوف في القرب!”، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ندخلها إلا كذلك»، وأقاموا يستريحون ليدخلوا مكّة في الصّباح وغربت الشمس وهم هناك.
ورجع مكرز بن حفص ومن معه سريعًا إلى مكَّة وقال لقريش: “إنّ محمدًا لا يدخل بسلاح وهو على الشّرط الذي شرط لكم”.