وفيه استمرّت إقامة النّبي صلى الله عليه وآله وسلَّم بمكّة، ولمّا كان وقت الظّهر والنبي صلى الله عليه وآله وسلَّم يجلس مع بعض الأنصار يتحدّث …
معهم عند #~~~الحُجُون~~~#، جاءه سُهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العُزّى فقال: “قد انقضى أجلك، فاخرج عنّا”، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم: «وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهُرِكُم، فصنعت لكم طعامًا؟»، فقالا: “لا حاجة لنا في طعامك، اخرج عنّا، ننشدك الله يا محمد والعهد الذي بيننا وبينك إلا خرجت من أرضنا؛ فهذه الثلاث قد مضت”، فغضب سعد بن عُبادة لمّا رأى من غلظة كلامهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: “كذبت لا أُمّ لك، ليست بأرضك ولا أرض أبيك، والله لا يبرح منها إلا طائعًا راضيًا!”، فتبسّم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: «يا سعد لا تؤذ قومًا زارونا في رحالنا!»، وأَسكَت الرجلان عن سعد.
ثم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم خادمه أبا رافع بالرحيل وقال: «لا يُمسينّ بها أحدٌ من المسلمين»، وأمره أن ينتظر ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها حتى تتجهّز للرحيل مع النّبي صلى الله عليه وآله وسلَّم بعد أن تزوّجها، فيأتي بها في المساء لتلحق بالنّبي صلى الله عليه وآله وسلَّم.