وفي ليلته أمسى محمد بن مسلمة ومن معه في سريّة ذو القصَّة إلى بني ثعلبة وعوال من غطفان عند #~~~ذو القصّة~~~# فصلوا …
المغرب والعشاء واستراحوا أوّل الليل.
لكن الأعراب من بني ثعلب وعوال كانوا قد علموا بأخبار السريّة فدبّروا لهم مكيدة كبيرة، حيث تركوهم ينامون تمامًا ثم هجموا عليهم في ساعة متأخرة من الليل، وكانوا مائة مقاتل، فرموهم بوابل من السهام ولم ينتبه المسلمون إلا والسهام قد أصابتهم.
فوثب محمد بن مسلمة عنه وعليه القوس، فنادى في أصحابه: “السلاح!”، فوثبوا جميعًا وتراشقوا السهام، حتى هجم الأعراب مرة واحدة بالرماح فاستشهد ثلاثة من المسلمين، وقتل المسلمون منهم واحدًا، ثم أعاد الأعراب الهجوم على المسلمين مرة واحدة حتى استشهد السبعة الباقون، وبقي قائد السرية محمد بن مسلمة رضي الله عنه على قيد الحياة جريحًا، وكانوا قد ضربوا كعبه فلم يتحرّك فظنّوه ميّتًا. ومثَّل هؤلاء المجرمون بالمسلمين فجرَّدوهم من الثياب وتركوا الجثث عُراة وفرّوا هاربين.
ولمّا كان آخر الليل في وقت السَّحر، مر رجل قاصدًا المدينة المنورة بالمكان فلمّا رأى الجثث ملقاة على الطريق وهم عراة قال: “إنا لله وإنا إليه راجعون” بصوت مرتفع، فسمعه محمد بن مسلمة فتحرك له، فوجده رجلًا مسلِمًا، فسارع الرجل إليه يسعف جراحاته، وعرض عليه طعامًا وشرابًا وحمله معه حتى يوصله إلى المدينة.
فسارا مع ساعات النهار الأول تجاه المدينة المنوّرة حوالي 25 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصلا #~~~العاقول~~~#، ثم حوالي 19 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلا #~~~المدينة المنورة~~~# ” القُبّة الخضراء” وقت غروب الشمس أو بعده قليلًا.