وفي ليلته أمسى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه عند #~~~المرير~~~# في طريقهم إلى بني سعد بناحية فدك، …
فصلوا المغرب والعشاء، وساروا حوالي 6 كم في ساعة تقريبًا حتى وصلوا #~~~الهمج~~~#، وعنده أو قريبًا منه أمسك المسلمون بجاسوس أرسله بنو سعد لتحسس أخبار المسلمين، وعقد اتفاق مع يهود خيبر على أن يناصرهم بنو سعد ضد المسلمين في مقابل إمدادهم بالتمر كما فعل يهود خيبر مع غيرهم من القبائل العربية، فيأتون إليهم بجموع المقاتلين من قبيلتهم تجهيزًا لغزو المدينة المنورة واستئصال المسلمين.
وبعد استجواب الجاسوس ومراوغته لهم، أقرّ أخيرًا لمّا سألوه: “فأين القوم؟”، قال: “تركتهم وقد تجمع منهم مائتا رجل ورأسهم وبر بن عُليم”، قالوا: “فسر بنا حتى تدُلنا”، قال: “على أن تؤمنوني”، قالوا: إن دللتنا عليهم وعلى سرحهم أمنّاك، وإلا فلا أمان لك!”، قال: “وهو كذلك”، فخرج بهم يدلهم على الطريق، فساروا حوالي 14 كم حتى وصلوا #~~~الحويط~~~# “يديع” في ثلاث ساعات تقريبًا، ثم حوالي 19 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~بدع ابن خلف~~~#، وقت الصبح فصلوه به أو قريبًا منه، وساء ظنهم بهذا الجاسوس، واعتقدوا أنّه نصب لهم فخًا، إذ مرّ بهم على مرتفعات وسهول، إلا أنّهم استمروا بالسير وراءه حوالي 8 كم في ساعة ونصف تقريبًا حتى أوصلهم إلى منطقة سهلة بها ماشية وأغنام كثيرة عند #~~~مرعى فدك بني سعد~~~#، وقال: “هذا نعمهم وشاؤهم”، فأغار المسلمون عليها وأخذوا الماشية والأغنام، فقال الجاسوس: “اتركوني”، قالوا: “لا، حتى نأمن الطلب -المُطاردة-“، وكان بعض الرُعاة من القبيلة عند الماشية والأغنام وقت هجوم المسلمين قد حذّروا جموعهم من الأعراب فتفرقوا وهربوا جميعًا، فقال الدليل -الجاسوس-: “علام تحبسني؟”، قال علي رضي الله عنه: “لم نبلغ مُعسكرهم”، فساروا حوالي 6 كم في ساعة ونصف تقريبًا حتى انتهى بهم إلى #~~~معسكر فدك بني سعد~~~# فلم يجدوا أحدًا، فأطلقوه وأخذوا الماشية والأنعام والأغنام، خمسمائة بعير وألفا شاة.