قدوم رسولا باذان عامل كسرى على اليمن
وفيه جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخبر من السماء أنّ الله قد سلّط على كسرى ابنه شيرويه،…. فقتله الليلة الماضية، فطلب رسولا باذان، فلمّا جاءا أخبرهما: «إن الله قد قتل ربّكما الليلة، سلّط عليه ابنه شيرويه فقتله»، فقالا: “أتدري ما تقول!؟…إنّا قد نقمنا عليك ما هو أيسر من هذا، أفنكتب هذا عنك ونخبره الملك؟!..”، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «نعم، أخبراه ذلك عنّي، قولا له: إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ ملك كسرى، وينتهي إلى مُنتهى الخُفّ والحافر؛ وقولا له: إنك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك، وملّكتك على قومك من الأبناء»، وأعطى رسول الله خُرّ خسره -الفارسي- كيسًا به ذهب وفضّة أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بعض الملوك، وانطلقا عائدين إلى باذان يخبراه بما كان[^1].
[^1]: ولمّا قدما على باذان فأخبراه الخبر قال: “والله ما هذا بكلام مَلِك، وإنّي لأرى الرجل نبيًّا كما يقول، ولننظرن ما قد قال، فلئن كان هذا حقًّا ما فيه كلام؛ إنّه لنبيّ مُرسل، وإن لم يكن فسنرى فيه رأينا”…فلم تمض إلا مُدّة يسيرة حتى قدم على باذان كتاب شيرويه بن كِسْرَى: “أمّا بعد فإنّي قد قتلت كسرى، ولم أقتله إلا غضبًا لفارس لما كان استحلّ من قتل أشرافهم وتجميرهم في ثغورهم، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قِبَلك، وانظر الرجل الذي كان كسرى كتب فيه إليك فلا تُهِجه حتى يأتيك أمري فيه”، فلمّا قرأه باذان قال: “إنّ هذا الرجل لرسول!”، فأسلم وأسلم من كان معه باليمن من الفُرس، وأسلم الرسولان على الراجح وهما: بابويه وخُرّ خُسرو.