غزوة خَيْبَر (الإقامة بالنَّطاة)
وفيه استمرّت إقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم ومعه المسلمون في #~~~خيبر~~~# وقد فتحها الله عليه حتى تستقر الأمور فيها …
ويجمع المسلمون المغانم ويقدّروا الأرض ويتأكدوا من عدم وجود بقيّة مقاومة في أي مكان.
وفيه جاء جعفر بن أبي طالب وزوجته أسماء بنت عُميس ومن معه من مُهاجري الحبشة ووفد أهل اليمن رضي الله عنهم، إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحَبَشَة في سفينتين مع عمرو بن أميّة الضمري رضي الله عنه[^1]، وفيهم أبا هُريرة وأبو موسى وإخوته أبو بُردة وأبا رَهم في ثلاثة وخمسين رجُلًا.، فلمّا دخل جعفر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرِح به وقام إليه فعانقه وقَبَّلَ بين عينيه وقال: «لا أدري بأيّ شيء أفرح، بفتح خيبر أو بقدوم جعفر»، ولمّا رأى جعفر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم حَجَل -تقافز على رِجل واحدة- ودار حول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم -وهي رقصة ما زالت معروفة عن الحبشة إلى الآن تعبيرًا عن الفرح-، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «ما هذا يا جعفر؟»، فقال رضي الله عنه: “رأيت الحبشة يفعلونه فرحًا”.
[^1]: والحَبَشَة هي مملكة أكسوم على الراجح وتقع الآن بين إريتريا وشمال إثيوبيا، ومن ساحِل البحر الأحمر المُقابل لها إلى ساحل يَنْبُع حوالي 1050 كم، وهذه مُدّة حوالي 4 أيّام من المِلاحة البحريّة باعتبار التوقف في محطات على أنّ سرعة المراكب الشراعيّة حوالي 20 كم/ ساعة تقريبًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم قد أرسل عمرو بن أميّة الضمري إلى الحبشة يأتي بجعفر ومن معه ووافقوا وفد الأشعريين قادمين من اليمن فنزلوا عند سواحل الحبشة بالخطأ، فركبوا جميعًا حتى وصلوا ساحل ينبُع ومنها للمدينة برًّا حوالي 260 كم وهي مسيرة 6 أيّام تقريبًا، فوجدوه صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج لخيبر، فساروا 5 أيّام حتى وصلوا خيبر، فيكون خروجهم من ساحل الحبشة بحدود الاثنين 28 ذو الحجّة 6 هـ، ويمكن تقدير يوم خروج عمرو بن أميّة للحبشة بحساب القهقرى المتقدِّم، والله أعلم.