غزوة أُحُد (جيش المشركين في الطريق لغزو المدينة المنوَّرَة)
وفي ليلته أمست قُريش ومن تبعها من العرب عند #~~~ذات الجيش~~~#، …
وأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم أنس ومؤنس ابني فضالة رضي الله عنهما سريّة استطلاعيّة لجمع المعلومات عن جيش قُريش، فساروا حوالي 12 كم في حوالي ساعتين ونصف حتى وجدوا قريشًا بـ#~~~ذي الحُليفة~~~#، فساروا مع الجيش كأنّهم منه حوالي 12 كم في ساعتين ونصف حتى نزل ذا الحُليفة.
وسار أنسًا ومؤنسًا عائدين حوالي 10 كم في ساعتين تقريبًا حتى وصلوا المدينة المنوَّرَة، وأخبروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما رأوه، وكانت الأرض جنوب جبل أُحُد على هيئة الهِلال من ناحية #~~~الجُرف~~~# غربًا وحتى #~~~العريض~~~# شرقًا يزرعها أهل المدينة يسرّحون فيها مواشيهم وإبلهم، فلمّا كان الليل أدخل المسلمون أدوات الزراعة والإبل إلى المدينة، وأمروا الرُّعاة بالعودة. وفي الصباح سار المشركون حتى نزلوا ناحية الجُرف وسرّحوا إبلهم وخيلهم في زرع المسلمين بهذه المنطقة الممتدة جنوب جبل أُحُد.
ولمّا نزلوا الجُرف واطمأنّوا ونصبوا معسكرهم، أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحُباب بن المُنذر ليدخل وسطهم ويعرف عددهم وعدتهم بعدما استقرّوا في معسكرهم وقال له: «لا تُخبرني بين أحد من المُسلمين، إلا أن ترى قِلَّة»، فخرج الحُباب وسار حوالي 6 كم في ساعة تقريبًا حتى دخل وسط معسكرهم فقدَّر أعدادهم ونظر إلى ما معهم من سلاح وتجهيزات، وعاد سائرًا حوالي 6 كم في ساعة أُخرى حتى وصل المدينة المنوَّرَة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما رأيت؟»، قال الحُباب: “رأيت يا رسول الله عددًا، حزرتهم ثلاثة آلاف يزيدون قليلًا أو ينقصون قليلًا، والخيل مائتي فرس ورأيت دروعًا ظاهرة حزرتها سبعمائة دِرع، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «هل رأيت ظُعنًا -يعني نساءًا-؟»، فقال الحُباب: “رأيت النساء معن الدفوف والطبول”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «أردن أن يُحَرِّضن القوم ويذكّرنهم قتلى بدر، هكذا جاءني خبرهم، لا تذكر من شأنهم حرفًا، حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم بك أجول وبك أصول».