غزوة أُحُد: العبّاس يُرسل الغفاري برسالة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم
وفيه كانت قُريش تتجهز وتجمع الأعراب من حولها لغزو المدينة المنوَّرَة، …
وقد عَلِم العبَّاس رضي الله عنه -وكان أسلم في بدر وعاد لمكَّة- بما تدبره قُريش واستيقن خروجهم، فكتب رسالة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم يُخبره بتوجّه قُريش إليه بجيش قوامه ثلاثة آلاف مُقاتل بمن جمعوا من الأعراب، ومعهم من السلاح العُدَّة الكثير، ومهم مائتي فَرَس وفيهم سبعمائة دارع وثلاثة آلاف بعير، وختم كِتابَه واستأجر رجُلًا من قبيلة بني غِفار عارفًا بالطُّرُق والمسالِك قويًّا من مُتخصي السير فترات طويلة بلا توقُّف، فاشترط عليه أن يسير إلى المدينة المنوَّرَة ثلاثًا -بخلاف يوم خروجه من مَكَّة ويوم دخوله المدينة المنوَّرَة- فيوصِّل الرسالة يدًا بيد للنبي صلى الله عليه وآله وسلَّم.
فخرج الغفاري في صبيحته مُسرعًا في السَّيْر -بخلاف السرعة المُعتادة- فسار من مكَّة حوالي 24 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصل #~~~مر الظهران~~~#، ثم حوالي 20 كم في ثلاث ساعات ونصف تقريبًا حتى وصل #~~~ضجنان~~~#، ثم حوالي 16 كم في ساعتين ونصف تقريبًا حتى وصل #~~~كُراع الغميم~~~# وغربت الشمس وهو هناك.