وفي ليلته أمسى قُطبة بن عامر رضي الله عنه ومن معه عند #~~~بطن مسحب~~~#، وهم ينتظرون نوم القوم، فيشنّوا الغارة بأقل مُقاومة، …
فلمّا هدأ الناس وناموا، أرسل قُطبة واحد منهم يستطلع منازل القوم، فرجع إليهم وأخبرهم بوجود الإبل والغنم في أرض القوم وأنّهم قد ناموا وهدؤوا، فساروا بهدوء في آخر الليل قُبيل الفجر يخافون أن تنتبه لهم حراسات الليل، ودخلوا وسط القوم وكبّروا وشنّوا عليهم الغارة، فخرج رجال خَثْعَم واقتتلوا معهم قتالًا شديدًا وكثرت الجِراح في الفريقين، وهرب أكثر القوم في بلادهم يأتون بالأمداد وقد طلع الصُّبح وقُطبة ومعه الإبل والغنم في الجانب الآخر من الوادي، وانهمر المطر من السَّماء فأغرق الوادي[^1]، وجاءت الإمدادات بأعداد كبيرة من خَثْعَم فلم تستطع عبور الوادي من مياه السَّيل، فأخذ قُطبة ومن معه الإبل والغنم وساروا عائدين للمدينة المنوَّرَة حوالي 24 كم في خمس ساعات تقريبً حتى وصلوا #~~~صفن~~~# ووقفوا بها للاستراحة، وغربت الشمس وهم هناك.
[^1]: وهذا المطر وقته غروب نجم قَلب العَقْرَب -Antares- كما تقول العَرَب، ويستمر المطر ليلة، انظر المُلحق.