وفي ليلته أمسى أبا عُبيدة بن الجرّاح ومن معه عند #~~~الحِجر~~~#، متجهين إلى #~~~الجنينة~~~# لمساندة جيش عمرو بن العاص، …
فصلوا المغرب والعشاء ثم ساروا حوالي 24 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~قريب من الحِجر~~~#، ثم حوالي 25 كم في خمس ساعات أخرى تقريبًا حتى وصلوا #~~~الجنينة~~~# وصلوا الصبح في الطريق، واجتمعوا مع جيش عمرو بن العاص وصار قوام الجيش خمسمائة مُقاتل، ولمّا حضرت الصلاة أراد أبا عُبيدة أن يؤم النّاس ويتقدَّم عمرًا، فقال له عمرو: “إنما قدمت علي مددًا لي، وليس لك أن تؤمني، وأنا الأمير وإنما أرسلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلي مددًا”، فقال المُهاجرون: “كلّا، بل أنت أمير أصحابك وهو أمير أصحابه”، فقال عمرو: “لا، بل أنتم مدد لنا”، فلمّا رأى أبو عبيدة الاختلاف -وكان رضي الله عنه حسن الخُلُق ليّن الطّبع- قال: “لتطمئن يا عمرو، ولتعلمنّ أن آخر ما عهد إليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن قال: إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا، وإنك والله إن عصيتني لأطيعنّك!”، وأطاع أبو عبيدة، فكان عمرو يُصلّي بالنّاس.
وانطلق عمرو بالجيش يجوب بلاد بَلِيّ وقُضاعة كلّما علم بتجّمعات لهم تحرّك إليها بالجيش فقضى عليها، وصلوا الصلوات وغربت الشمس وهم هناك.