وفي ليلته أمسى بشير بن سعد الأنصاري ومن معه عند #~~~الثمد~~~# عائدين للمدينة المنوَّرة، فصلوا المغرب والعشاء …
وأقاموا أوّل الليل ثم ساروا حوالي 23 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~الصلصلة~~~# وقت صلاة الصبح فصلوه به أو قريبًا منه، ووقفوا للاستراحة، ووجدوا جاسوسًا من جواسيس عُيينة بن حصن الفزاري، فأمسكوا به وقتلوه، ووجدوا جمعًا لعُيينة لا يشعرون بهم، فناوشوهم فهرب الغطفانيّون، وطاردهم المسلمون فأسروا منهم رجلين.
ثم أكملوا المسير عائدين للمدينة المنورة حوالي 22 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~اللحن~~~#، فوقفوا للاستراحة وغربت الشمس وهم هناك.
وفيه لقي الحارث بن عوف المرّي عُيينة بن حصن الفزاري -وهما على الشِّرك لم يُسْلِما-، فقال الحارث: “أيها الرجل قد رأيت ورأينا معك أمرًا بيّنًا في بني النضير، ويوم الخندق، وقُريظة، وقبل ذلك قينقاع، وفي خيبر، إنهم كانوا أعزّ يهود الحجاز كُلّه يُقرّون لهم بالشجاعة والسخاء، وهم أهل حصون منيعة وأهل نخل؛ والله إن كانت العرب لتلجأ إليهم فيحتمون بهم!، لقد سارت حارثة بن الأوس حيث كان بينهم وبين قومهم ما كان، فاحتموا بهم من الناس، ثم قد رأيت حيث نزل بهم كيف ذهبت تلك النجدة وكيف ظفر بهم محمد!”، فقال عُيينة: “هو والله ذاك، ولكن نفسي لا تُقرّني”، قال الحارث: “فادخل مع محمد”، قال عُيينة: “أصير تابعًا قد سبق قوم إليه فهم يزرون بمن جاء بعدهم يقولون شهدنا بدرًا وغيرها!”. قال الحارث: “وإنما هو على ما ترى، فلو تقدمنا إليه لكُنَّا من علية أصحابه، قد بقي قومه بعدهم منه في موادعة وهو موقع بهم وقعة ما وطئ له الأمر، قال عُيينة: “نعم الرأي”، فاتفقا على الهجرة والقدوم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى مرّ بهما فروة بن هُبيرة القشيري ذاهبًا للعُمرة وهما يتناقشان، فأخبراه وما يريدان، فقال: “لو انتظرتم حتى تنظروا ما يصنع قومه في هذه المُدّة التي هم فيها وآتيكم بخبرهم”، فأخّروا القدوم على النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم، حتى يعود لهم فروة بالخبر.