وفي ليلته أمست بعثة عاصم بن ثابت لتعليم هذيل الإسلام عند #~~~الرجيع~~~# فأخذتهم بنو لحيان بالخيانة وقتلت وأسرت …
منهم، فقُتل منهم أربعة؛ عاصم بن ثابت، ومعتب بن عُبيد، وخالد بن أبي البكير، ومرثد بن أبي مرثد، وأُسِر ثلاثة؛ خبيب بن عدي، زيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق رضي الله عنهم، فربطهم المشركون بأوتار أقواسهم.
وكانت بنو لحيان ينتظرون نزول الليل حتى يقطعوا رأس عاصم بن ثابت رضي الله عنه يأخذونها لسلافة بنت سعد -من مشركات مكة- تشرب فيه الخمر وتعطيهم مائة ناقة جائزة، انتقامًا لزوجها وأولادها ممن قُتل في معركة أُحُد، فلمّا كان الليل أرسل الله سيلًا من السماء [^1] فحمل جثمانه فلم يجدوه، وكان ممن حضر منهم وأسلم بعد ذلك يقول: “وكنا ما نرى سحابًا في وجه من الوجوه! -يعني لا يوجد سحاب في السماء ينذر بمطر أصلًا-”، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كلما ذكر عاصمًا يقول: “إن الله ليحفظ المؤمنين، فحفظه الله عز وجل أن يمسوه بعد وفاته، كما امتنع في حياته أن يمس مشركًا”، وكان عاصم قد نذر لله ألا يمس مشركًا أبدًا تنجسًا -ورعًا منه رضي الله عنه-.
وسار المشركون ومعهم الثلاثة الأسرى المسلمون حوالي 25 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~ضجنان~~~# وقت الفجر، قبل أن يقفوا للاستراحة، ثم أكملوا المسير حوالي 16 كم في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~مر الظهران~~~#، والظاهر أن بعضهم ممن قتل رضي الله عنهم كان جريحًا فأسروه وقتلوه في الطريق، فقال عبدالله بن طارق وقد رأى أصحابه قتلوا: “هذا أول الغدر والله لا آمن لكم فقد قتلتم أصحابي”، فأرادوا أن يعالجوه فرفض ونزع يده من رباطه وأخذ سيفه ليقاتلهم فرموه بالحجارة حتى قتلوه ودُفِن بمر الظهران، وغربت الشمس وهم هناك.
[^1]: وقد حددنا تاريخ اليوم بمراجعة الأنواء عند العرب، كما ذكرها ابن قتيبة، فوجدنا أقرب نوء ينزل فيه المطر هو نوء سعد بُلع، وعند العرب هو نوء نادر، يستمر ليلة واحدة، وهو موافق للحدث والحمد لله رب العالمين ويكون لليلة تمضي من أغسطس، والتفصيل في الملحق، والله أعلم.