وفي صبيحته خرج النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم في جموع المسلمين من #~~~المدينة المنوَّرَة~~~# “القُبّة الخضراء” متوجّها إلى مكة …
المكرمة، وقد أخفى وجهته حتى لا يعرف أهل مكة بمسيره إليهم فيتجهزون فتكون حربًا، فدعى الله قائلًا: «اللهم خذ عن قُريش الأخبار والأعين فلا يروني إلا بغتة ولا يسمعون بي إلا فجأة»، فإنَّه صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يفتحها بغير قتال ودون أن تُراق فيها دماء لحُرمتها، فقال بعد ذلك: «إن الله حرمّها إلى يوم القيامة ولم يحلها لأحد، وقد أحلها لنبيه ساعة من نهار» وهي ساعة الفتح الشريف.
وكان صلى الله عليه وآله وسلم قد أرسل في كل ناحية من نواحي البادية، في من أسلم من القبائل العربية في شهر شعبان الماضي يدعوهم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحضر رمضان بالمدينة»، فقدمت قبائل: أسلم، وغِفَار، ومُزَيْنَة، وجُهينة، وأشجع إلى المدينة المُنوَّرة استجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأرسل إلى قبيلة بني سُلَيْم كي يقابلوه في الطريق، فخرج معه صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة عشرة آلاف من المُقاتلة من مُشاة وفرسان.
ولمّا خرج صلى الله عليه وآله وسلَّم أمر من يُنادي في الجيش: «من أحب أن يصوم فليصُم، ومن أحب أن يُفطِر فليُفطِر»، وصام هو صلى الله عليه وآله وسلم.
وخرج صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه بعد العصر، فساروا حوالي 10 كم في ساعتين تقريبًا حتى وصلوا #~~~ذا الحُلَيْفَة~~~#، ثم حوالي 3.5 كم أخرى في نصف ساعة تقريبًا حتى وصلوا #~~~الصلصل~~~#.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم وهو يسير في الطريق لمن معه: «إني لأرى السحاب تستهل بنصر بني كعب»، وغربت الشمس عند وصولهم الصلصل.