وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه عند #~~~وادي الخنق~~~# في طريق عودته من قرقرة الكدر، …
فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا أوّل الليل، ثم ساروا حوالي 17 كم في ثلاث ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~شرق حَرَّة واقِم~~~# وقت صلاة الفجر فصلوه بها أو قريبًا منها، ووجد النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم يسارًا -العبد الذي أخذوه من أرض بني سُلَيْم- قد أسلم وتعلم الصلاة ووقف يُصَلِّي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ووقفوا للاستراحة، ثم أكملوا المسير حوالي 16 كم في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~صِرَار~~~# وقت الضُّحى تقريبًا.
ولمّا وقفوا؛ أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه أن يقسموا الغنائم وهي خمسمائة بعير، فقالوا: “يا رسول الله إنّا إذا قسمنا الغنائم الآن ففينا من هو ضعيف لايستطيع أن يسوق نصيبه من الماشية حتى نصل إلى المدينة، والأفضل لنا أن نسوقها جميعًا حتى يقوي بعضنا البعض، فإذا وصلنا المدينة أخذ كل منا نصيبه”، ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم ير خيرًا في ذلك، وأمرهم أن يقسموها مكانهم.
ولمّا رأوا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعجبه إسلام يسار؛ قالوا: “يا رسول الله لو أحببت جعلنا يسارًا في نصيبك عند القسمة؟”، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «وهل طِبْتُم بذلك نفسًا -عن رضى منكم-؟»، قالوا: “نعم!”، فقَبِلَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك منهم، وأخذه فأعتقه لوجه الله، وقسّموا الأبعرة على أخماس فكان كل خمس به مائة بعير وأخرجوا خُمس النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قسموا الأربعة أخماس الباقية على المسلمين وكانوا مائتين فكان نصيب كل واحد منهم بعيران.
ثم أكملوا المسير حوالي 7 كم في ساعة ونصف تقريبًا حتى دخلوا المدينة المنوَّرَة.