وفي ليلته أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه المسلمين عند #~~~حمراء الأسد~~~# وقد عسكروا بها وأوقدوا النيران الكثيرة، …
حتى يبلغ جيش المشركين خروجهم وانتظارهم فيثنيهم ذلك عن العودة والهجوم على المدينة المنوَّرَة.
ولحق معبد الخُزاعي بجيش المشركين عن #~~~الروحاء~~~#، فلمّا رآه أبو سفيان قال: “هذا معبد، وعنده الخبر، ما وراءك يا معبد؟”، قال معبد: “تركت محمدًا وأصحابه خلفي يتحرّقون عليكم بمثل النيران، وقد أجمع معه من تخلف عنه بالأمس من الأوس والخزرج، وتعاهدوا ألا يرجعوا حتى يلحقوكم فيثأروا منكم وغضبوا لقومهم غضبًا شديدًا ولمن أصبتم من أشرافهم”، قالوا: “ويلك ما تقول؟”، قال معبد: “والله ما نرى أن نرتحل حتى نرى نواصي الخيل!”، فانصرفوا بسرعة خائفين وقد استجابوا لكلام صفوان بن أميّة ومعبد الخُزاعي، ومرّ أبو سفيان في الطريق بمجموعة من قبيلة عبد القيس متجهين للمدينة المنوَّرَة في الطريق، فأراد أن يضعف معنويات المسلمين أن يلاحقوهم فقال لهذه المجموعة: “هل تبلغوا محمدًا وأصحابه ما أرسلكم به على أن أعطيكم أحمال الزبيب غدًا بسوق عكاظ إن أنتم جئتموني؟”، قالوا: “نعم”، قال: “حيثما لقيتم محمدًا وأصحابه فأخبروهم أنّا قد أجمعنا الرجعة إليهم”، وانطلق أبو سفيان ومن معه عائدين لمكَّة، وجائت مجموعة بني عبد قيس فوجدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون عند حمراء الأسد فأخبروهم بما أمرهم به أبو سفيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «حسبنا الله ونعم الوكيل»، وفي ذلك نزل قوله تعالى: { ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَٱتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ } { ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } [آل عمران:172-173]