وفيه استمرّت إقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه جيش المسلمين محاصرًا ثقيف وفلول هوازن وقد تحصّنوا بحصن …
#~~~الطائف~~~#، وصلّى المسلمون الصلوات وظلّوا في مناوشات مع العدو، يضربونهم تارة، ويُضربون أُخرى، من خلف الحصن.
وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحد المُسلمين أن يُنادي مَنْ وراء الحِصْن: «أيّما عبدٍ نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حُرّ»، فخرج من الحصن رجال هُم:
1- أبو بَكَرَة نُفيع بن مَسْروح: وكان عبدًا للحارث بن كَلَدَة، وكُنّيَ بأبي بَكَرَة لأنَّه نَزَلَ في بَكَرَة من الحِصْن، وأعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمرو بن سعيد بن العاص بمؤونته وقت الحصار.
2- المُنبَعِث: وكان عبدًا لعُثمان بن عمّار بن مُعَتّب، وكان اسمه المُضطجع فسمّاه النّبي صلى الله عليه وآله وسلّم المُنبَعِث حين أسلم.
3- الأزرق بن عُقبة بن الأزرق: وكان عبدًا للكَلَدَة الثقفي من بني مالك، ثم صار حليفًا في بني أُميّة فزوّجوه.
4- وردان: كان عبدًا لعبد الله بن ربيعة الثقفي، وهو جدّ الفُرات بن زيد بن وردان.
5- يُحَنّس النَّبَّال: وكان عبدًا ليسار بن مالك فأسلم سيّدُه، فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولائه لسيّده لمّا أسلم.
6- إبراهيم بن جابر: كان عبدًا لخرشة الثقفي.
7- يسار بن مالك: كان عبدًا لعثمان بن عبد الله.
8- نافع أبو السائب: كان عبدًا لغيلان بن سلمة، ولمّا أسلم غيلان جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولائه له.
9- مرزوق: كان عبدًا لعثمان بن عبد الله.
وقد أعتقهم جميعًا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يتحمل مؤونته أثناء الحصار ويرعاه، وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة أن: “يُقرئوهم القرآن ويعلموهم السّنَنَ”، فكان ممن تولى مسؤولية تعليم بعضهم كالآتي:
خالد بن سعيد بن العاص -> الأزر
وأبان بن سعيد بن العاص -> وردان
عثمان بن عفّان -> يُحنّس النّبّال
سعد بن عُبادة -> يسار بن مالك
أسيد بن حُضير -> إبراهيم بن جابر
وسمّاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عُتقاء الله»، كما سيأتي في وفادة ثقيف وإسلامهم بعد ذلك وطلبهم لهؤلاء العبيد أن يعيدوهم إلى الرِّق.
واستمرّ المسلمون بمقاتلة القوم من خلف الحصن، وغربت الشمس وهم هناك.