وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم ب #~~~ضجنان ~~~# راجعًا من عُمرة الحُديبية بعد عقد الصُّلح مع قُريش والتحلل …
من العُمرة بعد أن صدُّه عن البيت واتفقوا على أن يعود النبي صلى الله عليه وآله وسلم للعمرة من العام القادم.
وفي الطريق كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعمر بن الخطاب على جمليهما وعُمر يكلّم رسول الله عن الصُلح، فقد كان عُمر منزعجًا جدًا من الصُلح وغاية فهمه أن فيه مذلَّة للمسلمين، وهو ما كان واضحًا من تصرفه وقت كتابة الصُّلح رضي الله عنه، فلمّا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يُجبه، ثم أعاد السؤال فلم يجبه، وفي الثالثة انتبه عمر لنفسه، فقال لها: “” ثم أسرع السير وخاف أن ينزل في صنيعه قرآن وأحس بسوء تصرّفه، فلم يبتعد كثيرًا حتى نادوا عليه وقد وصل الركب عند ضجنان، يخبروه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يريده، فذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم:”” أنزل الله على النبي صلى الله عليه وآله وسلم سورة الفتح {إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا} [الفتح:1]، مهنئًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعقد صُلح الحُدَيبيَة الذي هو أعظم فتح في تاريخ المسلمين وبشَّرَه بفتح خيبر، ثم مكَّة ودخولها آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين، وصُلح الحُديبية أعظم الفتوح لأنه اعتراف رسمي من قُريش وجميع قبائل العرب بدولة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبتمكن الإسلام من القلوب وسريانه في جزيرة العرب، فإنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج في عُمرة الحُديبية ومن معه ألف وأربعمائة وبضعة عشر، ولمّا جاء لفتح مكَّة بعدها بسنتين إلا شهران كان جيش المسلمين عشرة آلاف مُقاتل على الأقل، وهو ما يعني أن المسلمون زادوا تسعة أضعاف على أقل تقدير في وهو ما يعني إسلام 18 إنسان كل يوم على أقل تقدير حتى فَتح مكَّة!.
وبات النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم ومن معه قريب من ضجنان أوَّل الليل، ثم ارتحلوا مجددًا حوالي 12 كم في ساعتين ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~كُراع الغَمِيم~~~# ثم حوالي 22 كم أُخرى حتى وصلوا #~~~عُسفان~~~# وقت صلاة الصُّبح تقريبًا، فصلّوا عندها أو قريبًا منها.
ثم واصلوا المسير حوالي 15 كم أخرى في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~الكديد~~~# وقت الضحى تقريبًا ووقفوا به للاستراحة حتى غروب الشمس.