وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند ثَنِيَّة #~~~هَرْشَى~~~# فصلى عندها المغرب والعشاء أو قريبًا منها واستراح …
أوّل الليل، ثم أكمل المسير ليلاً فسار من هَرْشَى إلى #~~~غَدِير خُم~~~# قاطعاً حوالي 30 كم في 6 ساعات تقريبًا ووصل إلى غدير خُم وقت صلاة الصبح تقريبًا فصلاها هناك ثم أكمل المسير باتجاه #~~~الجُحْفَة~~~# قاطعًا حوالي 15 كم أخرى في أربع ساعات تقريبًا ووصلها وقت الضُّحى، فلمّا نزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الجُحفة لم يجد بها ماءًا، فبعث رجل بالرَّوايا -الجمال التي تحمل آنية الماء- إلى #~~~الخرَّار~~~#، فخرج الرجل ولم يبتعد كثيرًا حتى رجع للنبي صلى الله عليه وآله وسلَّم بالرَّوايا، فقال: يا رسول الله، ما أستطيع أن أمضي قدمًا رُعبًا!، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اجلس!، وأرسل آخرًا مكانه»، حتى إذا كان بالمكان الذي أصاب الأول في الرُّعب رجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مالك؟»، قال: لا والذي بعثك بالحق، ما أستطيع أن أمضي رُعبًا!، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اجلس!، وأرسل ثالثًا»، فلمّا جاوز المكان الذي رجع منه الرجلان قليلًا وجد ذلك الرُّعب فرجع، فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلًا من أصحابه فأرسله بالرَّوايا وخرج السُّقَّاء معه، وهم لا يشكُّون في الرجوع لما رأوا من رجوع الثلاثة السابقين، فوصلوا الخَرَّار وملأوا الآنية ورجعوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يُكنَس تحت شجرة، ووقف تحتها فخطب النَّاس فقال: «أيها الناس إني كائن لكم فرطًا، وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لم تضلوا، كتاب الله وسنة نبيّه بأيديكم»
وبقي صلى الله عليه وآله وسلم بالجُحفة فصلى بها الظهر والعصر وغربت الشمس وهو بها.