وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في #~~~الحُدَيبيَة~~~# وقد نزلها قادمًا للعُمرَة، فلمَّا بركت ناقته عند حدود الحرم المكي …
رجع ونزل الحُدَيْبيَة وكان قد عزم ومن معه من المسلمين أن يقاتلوا من صدَّهم عن البيت، ثم رجعوا عن ذلك ونزلوا الحُدَيبيَة يتفاوضون مع قُريش لدخول مكَّة.
وفيه أرسلت قُريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ولم الحُلَيس بن علقمة الكناني، وهو سيد الأحابيش، فلمّا رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن هذا من قوم يتألهون -يتعبدون ويعظمون أمر الإله-، فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه»، فلمّا رأى الهدي يسيل عليه من عرض الوادي وعليه القلائد قد أكل أوباره من طول الحبس عن محله، رجع إلى قريش ولم يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إعظامًا لِما رأى، فلمّا رجع إلى قُريش وأخبرهم بما رأى وقال: «مثل هؤلاء لا يُصدُّن عن البيت!»، فقالوا له: “اجلس إنما أنت أعرابي لا علم لك!”، فغضب الحُلَيْس وقال: “يا معشر قريش والله ما على هذا حالفناكم، ولا على هذا عاقدناكم، أيُصَدُّ عن بيت الله من جاء مُعَظِّمًا له؟ والذي نفس الحُلَيْس بيده لتُخَلُّن بين مُحمد وما جاء له أو لأنفرنّ بالأحابيش نفرة رجل واحد”، قالو: {“مَهْ! -يعني اُسكُت-، كُفَّ عنا يا حُلَيْس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به”.