وفي ليلته أمسى أبا عبيدة بن الجراح ومن معه عائدين عند #~~~أولات الجيش~~~#، فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا أول الليل، ثم ساروا …
حوالي 21 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى دخلوا #~~~المدينة المنوَّرَة~~~# وقت صلاة الصبح، فصلوه بها وأخبروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما كان، وسألوه عن الحوت الذي أخرجه الله لهم من البحر فقال: «رزق رزقموه الله، هل معكم بقيّة منه؟»، قالوا: “نعم”، فأكل منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعلم سعد بن عُبادة رضي الله عنه ما حدث من مجاعة في الطريق، فقال لقيس ابنه: “ما صنعت في مجاعة القوم حيث أصابتهم؟”، قال قيس: “نحرت”، قال سعد: “أصبت، انحر، ثم ماذا؟”، قال: “نحرت”، قال: “أصبت، ثم ماذا؟”، قال: “نحرتُ”، قال: “أصبت، ثم ماذا؟”، قال: “نُهيت!”، قال سعد: “ومن نهاك؟”، قال: “ومن نهاك؟”، قال: “أبو عبيدة بن الجرّاح أميري”، قال سعد: “ولِمَ؟”، قال قيس: “زعم أنّه لا مال لي وإنما المال لأبيك، فقلتُ: أبي يقضي عن الأباعِد ويحمِلُ الكَلَّ، ويُطعم في المجاعة ولا يصنع هذا بي”، قال سعد: “فلك أربع بساتين”، وكتب ببيعها لابنه كتابًا، وأتى به إلى أبي عُبيدة ليشهد فيه، وأتى إلى عُمر ليشهد فيه، فأبى عُمر أن يشهد فيه وأقلّ بُستان فيه ينتج خمسين وسقًا -حوالي ستّة أطنان من التَّمر-، وجاء الرجل البدوي إلى قيس، فأعطاه حقّه وزيادة وكساه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «إنّه في بيت جُود».