وفيه كان قد نزل المدينة المنوَّرَة الوليد بن زُهير بن طريف الطائي -وهو على غير الإسلام- يزور قريبة له بالمدينة هي زينب الطائيّة، …
وكانت زوجة طُلَيب بن عُمير رضي الله عنه، فلمّا نزل عند طُلَيْب أخبره أنّ طُلَيْحة وسَلَمة ابني خويلد تركهما قد سارا في قومهما، ومن أطاعهما بدعوتهما إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقولون: “نسير إلى مُحمّد في عُقر داره ونُصيب من أطرافه، فإنّ لهم إبلًا ترعى جوانب المدينة، ونخرج على متون الخيل، فقط غذّينا خيلنا وراعيناها، فإن أصبنا نهبًا لم يلحقوا بنا، وإن لاقينا جموعهم كنّا جاهزين للحرب، فمعنا الخيل ولا خيل معهم، والقوم منكوبون قد أوقعت بهم قُريش حديثًا فهم لا يفيقون من نكبتهم، ولا تقوم لهم قائمة الآن”، فقام رجل منهم فقال: “يا قوم والله ما هذا برأي، ما لنا طاقة بهم ولا ثأر لنا فيهم، وما هُم بنُهبة لمُنتَهِب، إن دارنا لبعيدة من يثرب، وما لنا جمع كجمع قُريش، مكثت قُريش دهرًا تسير في العرب تستنصرها، ولهم ثأر فيهم بعد وقعة بدر، ثم ساروا وامتطوا الإبل وقادوا الخيل وحملوا السلاح مع العدد الكثير ثلاثة آلاف مُقاتل سوى أتباعهم!، وإنما جهدكم أن تخرجوا في ثلاثمائة رجل إن كَمُلوا، فتخدعون أنفسكم وتخرجون من بلدكم، ولا آمن أن تكون الدائرة عليكم!”، فكاد ذلك أن يُشكّكهم في المسير، ثم استمرّوا في التجهز للمسير، فجاء الوليد بن زُهير الطائي هذا بخبرهم فنقله طُليب رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا سَلَمَة بن عبد الأسد المخزومي فقال: «أُخرج في هذه السريّة، فقد استعملتك عليها»، وعقد له لواء، وقال: «سِر حتى ترد أرض بني أسد، فأغِر عليهم قبل أن تقابلك جموعهم»، وأوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين، وكانوا مائة وخمسون مُقاتلًا، منهم:
– سبرة بن أبي رُهم -أخو أبا سَلَمة لأُمّه-
– وعبد الله بن سهيل بن عمرو
– عبد الله بن مخرمة العامري
– سعد بن أبي وقّاص
– أبو حذيفة بن عُتبة
– سالم مولى أبي حُذيفة
– مسعود بن عُروة
من بني مخزوم
– معتّب بن الفضل بن حمراء الخُزاعي حليف بني مخزوم
– وأرقم ابن أبي الأرقم المخزومي
من بني فِهْر
– أبو عبيدة بن الجرّاح
– سُهيل بن بيضاء
من الأنصار
– أُسيد بن حُضَيْر
– عبّاد بن بِشْر
– أبو نائلة
– أبو عبس
– قتادة بن النُّعمان
– نصر بن الحارث الظفري
– أبو قتادة
– أبو عيّاش الزرقي
– عبد الله بن زيد
– خُبيب بن يساف
فصلى المُسلمون المغرب والعشاء وأقاموا أوّل الليل، ثم خرج أبو سَلَمَة رضي الله عنه ومن معه متجهين إلى ديار بني أسد عند #~~~قَطَن~~~# ومعهم الوليد الطائي دليلًا -وهو على غير الإسلام- وقد أسرع السير بهم على طُرُق مُوازية للطّريق المُعتادة حتى يسبق الأخبار ولا يعلم بهم العدو، فساروا شرقًا حوالي 19 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~العاقول~~~# وقت صلاة الصبح فصلوه به أو قريبًا منه، ووقفوا للاستراحة، ثم حوالي 24 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~ذا القصّة~~~#، فوقفوا للاستراحة وغربت الشمس وهم هناك.