ثمَّ قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفد عبد الْقَيْس مضمرين أَلا يجيبوا دَاعِي الْهدى بكيف وَلَا لَيْسَ وهم صُحْبَة رئيسهم الْجَارُود …
وَكَانَ فِي دين النَّصْرَانِيَّة صَلِيب الْعود فَلَمَّا وصل الْمَدِينَة وانْتهى إِلَيْهِ رَغْبَة فِي الْإِسْلَام وَعرضه عَلَيْهِ وَدعَاهُ إِلَى الدُّخُول فِي زمرة أمته فَذكر لَهُ الْجَارُود فِرَاق دينه وَطلب مِنْهُ ضَمَان ذمَّته فضمن لَهُ أَن قد هداه الله تَعَالَى مَا هُوَ خير من دينه فَأسلم بِمن مَعَه من أَصْحَابه الواردين عُيُون معينه ثمَّ رَجَعَ بهم إِلَى بِلَادهمْ وَقد ظفروا ببغيهم من الْهِدَايَة ومرادهم.
وَفد عبد الْقَيْس يَا بشراكم *** بامتثال الْأَمر من خير الْأَنَام
قد أعدت جنَّة الْخلد لكم *** وسلمتم فادخلوها بِسَلام