وأما كعب بن زهير فلمّا ضاقت به الأرض، ولم يجد له مجيرا …
جاء المدينة بعد أن قدّمها رسول الله من مكّة، فأسلم وأنشد قصيدته التي يقول فيها:
وقال كلّ صديق كنت امله ** لا ألهينّك إني عنك مشغول
فقلت خلوا سبيلي لا أبالكم ** فكلّ ما قدّر الرّحمن مفعول
كلّ ابن انثى وإن طالت سلامته ** يوما على الة حدباء محمول
نبّئت أنّ رسول الله أوعدني ** والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال ** قران فيها مواعيظ وتفصيل
وقال فيها مادحا:
إنّ الرسول لسيف يستضاء به ** مهنّد من سيوف الله مسلول
ولمّا قال هذا البيت خلع عليه الرسول بردته.
وأما وحشي قاتل حمزة، فكذلك أسلم وحسن إسلامه، وقبله عليه الصلاة والسلام، وقد جاءه ابنا أبي لهب عتبة ومعتب فأسلما وفرح بهما عليه الصلاة والسلام.
وكان من الذين اختفوا سهيل بن عمرو، فاستأمن له ابنه عبد الله فأمّنه عليه الصلاة والسلام، وقال: «إن سهيلا له عقل وشرف، وما مثل سهيل يجهل الإسلام»، فلمّا بلغت هذه المقالة سهيلا قال: كان والله برّا صغيرا برّا كبيرا ثم أسلم بعد ذلك.