وبعد دخول الرسول وقومِهِ الشِّعْبَ أمر جميع المسلمين أن يهاجروا للحبشة حتى يساعد بعضهم بعضاً على الاغتراب، …
فهاجر معظمهم وكانوا نحو ثلاثة وثمانين رجلاً وثماني عشرة امرأة، وكان من الرجال جعفر بن أبي طالب وزوجه أسماء بنت عُمَيْس، والمقداد بن الأسود، وعبد الله بن مسعود، وعبيد الله بن جحش، وامرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان، وتوجه لهم الذين أسلموا من جهة اليمن وهم الأشعريون: أبو موسى وبنو عمه. ولما رأتْ قريش ذلك أرسلت في أثرهم عمروبن العاص وعُمارةبن الوليد بهدايا إلى النجاشي ليُسَلِّم المسلمين، فرجعا شَرَّ رجعة، ولم ينالا من النجاشي إلا إهانة لما خاطبوه به من إخفار ذمته في قوم لاذوا به، أما بنو هاشم فمكثوا في الشعب قريباً من ثلاث سنوات في شدة الجهد والبلاء لا يصلهم شيء من الطعام إلا خفية.