زادت حيرة المشركين إذ نفدت بهم الحيل، …
ووجدوا بني هاشم وبني المطلب مصممين على حفظ نبي الله صلى الله عليه وسلم والقيام دونه، كائنًا ما كان، فاجتمعوا في خيف بني كنانة من وادي المُحَصَّبِ فتحالفوا على بني هاشم وبني المطلب ألا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، ولا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم؛ حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للقـتل، وكتـبوا بذلك صحيـفـة فيها عهود ومواثيق: (ألا يقبلوا من بني هاشم صلحًا أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة؛ حتى يسلموه للقتل). قال ابن القيم: «يقال: كتبها منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم، ويقال: نضر بن الحارث، والصحيح أنه بَغِيض بن عامر بن هاشم، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فَشُلَّتْ يده».
تم هذا الميثاق، وعلقت الصحيفة في جوف الكعبة، فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب؛ مؤمنهم وكافرهم ـ إلا أبا لهب ـ وحبسوا في شِعْب أبي طالب، وذلك فيما يقال: ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة. وقد قيل غير ذلك.