قدم على رسول الله في شوّال جماعة من عكل وعرينة، فأظهروا الإسلام …
وبايعوا رسول الله وكانوا سقاما، مصفرة ألوانهم، عظيمة بطونهم، فلم يوافقهم هواء المدينة، فأمر لهم عليه الصلاة والسلام بذود من الإبل معها راع، وأمرهم باللحوق بها في مرعاها ليشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا، ولما تمّ شفاؤهم جازوا الإحسان كفرا، فقتلوا الراعي ومثّلوا به، واستاقوا الإبل، فلمّا بلغ ذلك رسول الله أرسل وراءهم كرز بن جابر الفهري في عشرين فارسا فلحقوا بهم، وقبضوا على جميعهم، ولما جيء بهم إلى المدينة أمر عليه الصلاة والسلام أن يمثّل بهم كما مثلوا بالراعي، فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم، وألقوا بالحرّة حتى ماتوا، فهكذا يكون جزاء الخائن الذي لا ينتظر منه صلاح، وعمل هؤلاء الشريرين مما يدل على فساد الأصل ولؤم العشيرة، وقد نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد ذلك عن المثلة.