وَفَتَرَ الوحي مدّة لم يتفق عليها المؤرخون، وأرجح أقوالهم فيها أربعون يوماً، …
ليشتدّ شوق الرسول للوحي، وقد كان، فإن الحال اشتدّ به عليه الصلاة والسلام حتى صار كلما أتى ذروة جبل بدا له أن يرمي نفسه منها، حذراً من قطيعة الله له بعد أن أراهُ نعمته الكبرى، وهي اختياره لأن يكون واسطة بينه وبين خلقه، فيتبدّى له الملَك قائلاً: أنت رسول الله حَقاً، فيطمئن خاطره ويرجع عمّا عزم عليه، حتى أراد الله أن يظهر للوجود نور الدين فعاد إليه الوحي.