ثمَّ خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ربيع الأول من السّنة الْمشَار إِلَيْهَا وَترك عبد الله ابْن أم مَكْتُوم بِالْمَدِينَةِ عَاملا عَلَيْهَا وَسَار بِأَصْحَابِهِ …
إِلَى بني النَّضِير عَازِمًا على حَرْب الْجَلِيل مِنْهُم والحقير حَيْثُ خانوا ومكروا ونقدوا حَبل الْعَهْد وغدروا فَحَاصَرَهُمْ عشرَة أَيَّام وَنِصْفهَا وَقذف الله فِي قُلُوبهم الرعب وضاعف ضعفها فأجلاهم عَن دِيَارهمْ حسب سُؤَالهمْ وكف عَن دِمَائِهِمْ وَبَعض أَمْوَالهم وَأمر بِقَبض مَا تَرَكُوهُ من الْأَمْوَال والأصناف وَمَا وجد لَهُم من الْبيض والدروع والأسياف.
وَكَانَت أَمْوَالهم فَيْئا لَهُ وحبسا لنوائبه ثمَّ رَجَعَ منصورا على أهل الْكتاب مَسْرُورا بكتائبه.
فَلَمَّا أشربوا غدرا وَكفرا *** وجد بهم عَن الْحق النفور
أرى الله النَّبِي بِرَأْي صدق *** وَكَانَ الله يحكم لَا يجور
فأيده وسلطه عَلَيْهِم *** وَكَانَ نصيره نعم النصير
وَهلك بَنو النَّضِير بدار سوء *** أبادهم بِمَا اجترحوا المبير