وفي ربيع الآخر بلغه عليه الصلاة والسلام أن قبائل من نجد يتهيؤون لحربه، …
وهم: بنو محارب وبنو ثعلبة، فتجهَّز لهم، وخرج في سبعمائة مقاتل، وولّى على المدينة عثمانبن عفان، ولم يزالوا سائرين حتى وصلوا ديار القوم، فلم يجدوا فيها أحداً غير نسوة فأخذهنّ، فبلغ الخبر رجالهم، فخافوا وتفرقوا في رؤوس الجبال، ثم اجتمع جمع منهم وجاؤوا للحرب، فتقارب الناسُ، وأخافَ بعضهم بعضاً. ولما حانت صلاة العصر وخاف عليه الصلاة والسلام أن يغدر بهم الأعداء وهم يصلّون، صلى بالمسلمين صلاة الخوف، فألقى الله الرعب في قلوب الأعداء، وتفرقت جموعهم خائفين منه صلى الله عليه وسلم.
ومال الإمام البخاري إلى أن هذه الغزوة كانت في السنة السابعة وأجمعَ أهلُ السِّيَرِ على خلافه.