غزوة بني قَيْنُقَاع
وفيه بدأت مُضايقات يهود بني قَيْنُقَاع للمسلمين بعد غزوة بدر، وكانوا صَاغَة ولهم سوق عند منازلهم وحصونهم جنوب المدينة المنوَّرة …
على شطّ وادي بطحان، وكانوا ممّن وقّع على صحيفة المدينة وارتضوها دستورًا لمجتمع المدينة، فلمّا رأوا انتصار المسلمين في بدر، بدأوا التفلُّت من القانون الذي كانوا ممن شارك في وضعه والموافقة عليه، وهو ما يُعدّ خروجًا على النسيج الوطني وعمل تكتلات مُسَلَّحة انفصاليّة.
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة المنوَّرة، فسار جنوبًا إلى #~~~سوقهم~~~# حوالي 5 كم في ساعة تقريبًا، وجمعهم يذكّرهم بالقانون وعدم بثّ الفرقة في المجتمع المدني، وبدا منهم الشرّ، فحذرهم صلى الله عليه وآله وسلم بحزم، فكان ممّا قال: «يا معشر يهود أسلِموا، فوالله إنكم لتعلمون أني رسول الله، قبل أن يُوقِع الله بكم مثل وقعة قُريش -سيتم التعامل معكم بالقوَّة إذا لم تلتزموا القانون-»، فقالوا: “يا محمد لا يغُرنَّك من لقيت، إنك قهرت قومًا أغمارًا -جاهلون بالحرب-. وإنّا والله أصحاب الحرب، ولئن قاتلتنا لتعلمنّ أنك لم تُقاتل مثلنا”، فانصرف عنهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عائدًا للمدينة المنوَّرة، وقد علِم أنَّهم يبيّتون شرًّا.