غزوة بني قَيْنُقَاع
وفيه جاءت امرأة مُسلمة من قبائل العَرَب زوجة رجل من الأنصار إلى #~~~سوق بني قَيْنُقَاع~~~#، فجلست عند …
صائغ من صاغة اليهود تشتري حُليًّا، فجاء رجل من يهود بني قينقاع فجلس خلفها ولا تشعُر به، فوضع دبوسًا في ملابسها يمسكها ببعضها، فلمّا قامت انكشفت عورتها فضحكوا منها.
فقام رجل من المسلمين كان في السوق فاتّبع اليهودي فقتله، فهاجت بنو قينقاع واجتمعوا على المُسلِم فقتلوه، ولو كانوا أهل حِكمة لذهبوا بقاتل اليهودي إلى الحاكم -المسئول عن قبيلتهم وحلفائهم- فيحكم فيه ويُرفع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيحكم فيه بما توافقوا عليه من قانون، لكنّهم آثروا مُحاربة المسلمين والخروج على الجماعة الوطنيّة، فقتلوا المُسلِم وتحصّنوا بحصونهم وأعلنوا الحرب ونبذوا العهد!، وجاء عُبادة بن الصّامت رضي الله عنه -وكان حليفًا لهم- إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: “يا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إني أبرأ إليك منهم ومن حِلْفِهِم”.
وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم، ونزل قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ} [الأنفال:58] وقد نبذوا إليه العهد -نقضوه-، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل لمّا نزل بالآية: «فأنا أخافهم»، يعني أخشى خيانتهم بعد أن نقضوا العهد، ولا آمنهم بعد اليوم، ثم أمر المسلمين بالتجهّز للخروج لحربهم وردّهم عن بغيهم في الغدّ.