مسير النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم إليها
قال ابن سعد: قالوا: خرج رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم من حُنين يريد الطائف، وقدَّم خالد بَن الوليد على مقدَّمته.
سبب الغزوة
وقد كانت ثقيف رَمُّوا حصنهم، وأدخلوا فيه ما يصلحهم لسنة، فلما انهزموا من أوطاس دخلوا حصنهم، وأغلقوه عليهم وتهيئوا للقتال.
منزل الجيش
وسار رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم فنزل قريباً من حصن الطائف وعسكر هناك.
جرح عدد من الجيش
فرموا المسلمين بالنبل رمياً شديدًا كأنه رِجْل جراد، حتى أصيب من المسلمين ناس بجراحة، وقتل منهم اثنا عشر رجلاً.
بناء قباب لأمهات المؤمنين
فارتفع رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم إلى موضع مسجد الطائف اليوم، وكان معه من نسائه أم سلمة و زينب بنت جحش، فضرب لهما قبتين، وكان يصلي بين القبتين حصارَ الطائف كله.
مدة حصارهم
فحاصرهم ثمانية عشر يومًا- و يقال خمسة عشر يومًا، وقال ابن إسحاق: بضعاً وعشرين ليلة، وقال ابن هشام: سبعة عشر يومًا.
رميهم بالمنجنيق
ونصب عليهم المنجنيق، وهو أول ما رمي به في الإسلام فيما ذكر ابن هشام.
وعن مكحول: أن النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم نصب المنجنيق على أهل الطائف أربعين يومًا. قال ابن إسحاق: حتى إذا كان يوم الشَّدْخِة عند جدار الطائف، دخل نفر من أصحاب رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم تحت دبابة، ثم رجعوا بها إلى جدار الطائف ليخرقوه.
الأمر بقطع أعناب ثقيف
فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار، فخرجوا من تحتها، فرمتهم ثقيف بالنبل، فقتلوا منهم رجالًا، فأمر رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم بقطع أعناب ثقيف، فوقع الناس فيها يقطعون.
مناشدتهم الرسول باللهّٰ والرحم
قال ابن سعد: ثم سألوه أن يدعها للهّٰ وللرحم، فقال رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم: “فإني أدعها للهّٰ وللرحم“.
الأمن لمن نزل من الحصن
ونادى منادي رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم: أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر. فخرج منهم بضعة عشر رجلاً فيهم أبو بكرة، نزل في بكَْرة، فقيل: أبو بكرة، فأعتقهم رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم، ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمُوِّنه، فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة.
تعسر الفتح
ولم يؤذن لرسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم في فتح الطائف.
الشورى في الأمر
واستشار رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم نوفل بن معاو ية الديلي، فقال: “ما ترى؟” فقال: ثعلب في جُحْر، إن أقمت عليه أخذته، وإن تركته لم يضرك.
عمر يؤذن بالرحيل
فأمر رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم عمر بن الخطاب فأذن في الناس بالرحيل.
رفض الناس للرحيل
فضج الناس من ذلك، وقالوا: نرحل ولم يفتح علينا الطائف!
الإذن بالغدو للقتال
فقال رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم: “فاغدوا على القتال“. فغدوا؛ فأصابت المسلمين جراحات.
إذعان الناس لأمر الرسول بالرحيل
فقال رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم: “إنا قافلون إن شاء اللهّٰ“. فسروا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرحلون، ورسول اللهّٰ يضحك.
الدعاء لثقيف
وقال لهم رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم: “قولوا لا إله إلا اللهّٰ وحده، صدق اللهّٰ وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده“.
فلما ارتحلوا واستقلوا، قال: قولوا: “آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون“. وقيل: يا رسول اللهّٰ، ادع اللهّٰ على ثقيف.
قال: “اللهم اهد ثقيفًا وائت بهم مسلمين“.
أسماء الشهداء
عن ابن إسحاق: سعيد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، و عرفطة بن خباب ، حليف لهم من الأزد بن الغوث.
قال ابن هشام: و يقال: حباب، و عبد اللهّٰ بن أبي بكر الصديق رمي بسهم فمات منه بالمدينة بعد وفاة رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم، و عبد اللهّٰ بن أبي أمية المخزومي ، و عبد اللهّٰ بن عامر بن ربيعة العدوي حليف لهم، و السائب بن الحارث السهمي، وأخوه عبد اللهّٰ .
ومن بني سعد بن ليث: جليحة بن عبد اللهّٰ.
ومن الأنصار: ثابت بن الجذع السلمي ، و الحارث بن سهل بن أبي صعصعة المازني النجاري ، و المنذر بن عبد اللهّٰ الساعدي .
ومن الأوس: رقيم بن ثابت بن ثعلبة، ثم خرج رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم عن الطائف إلى الجعرانة ، وبها قسَمّ غنائم حنين كما تقدم.
بعث المصدقين
قال ابن سعد: ثم بعث رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم المصدِّقين، قالوا: لما رأى رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم هلال المحرم سنة تسع بعث المصدقين يصدقون العرب، فبعث عيينة بن حصن إلى بني تميم، وبعث برُيدة بن الحصُيب إلى أسلم وغفار، و يقال: بعث كعب بن مالك ، وبعث عباد بن بشر الأشهلي إلى سليم ومزينة، وبعث رافعَ بن مَكيث إلى جُهينة، وبعث عمرو بن العاص إلى بني فزارة، وبعث الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب، وبعث بسر بن سفيان الكعبي إلى بني كعب، وبعث ابن اللُتّبية الأزدي إلى بني ذبيان، وبعث رجلاً من بني سعد هذُيم على صدقاتهم.
قال ابن إسحاق: وبعث المهاجر بن أبي أمية إلى صنعاء، فخرج عليه العنَسَي وهو بها، وبعث ز ياد بن لبيد إلى حضرموت، وبعث عدي بن حاتم على طيء وبني أسد، وبعث مالك بن نويرة على صدقات بني حنظلة، وفرق صدقات بني سعد على رجلين: الزبرقان بن بدر على ناحية، و قيس بن عاصم على ناحية، و العلاء بن الحضرمي على البحرين، وبعث عليًاّ إلى نجران ليجمع صدقاتهم و يقدم عليه بجزيتهم.
وصيته لهم
وأمر رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم مصدقيه أن يأخذوا العفو منهم، ويتوقَوّاُ كرائم أموالهم.