كان أبو سفيان متهيجاً، لأنه لم يشهد بدراً التي قتل فيها ابنه وذوو قرباه فحلف ألاّ يمسّ رأسه الماء حتى يغزو محمداً، …
وليبرّ بقسمه خرج بمائتين من أصحابه يريد المدينة، ولما قارَبها، أراد أن يقابل اليهود من بني النضير ليهيجهم، ويستعين بهم على حرب المسلمين، فأتى سيدهم حُيَيَّبن أَخْطَب فلم يرضَ مقابلته، فأتى سَلاّمبن مِشْكم فأذن له واجتمع به، ثم خرج من عنده، وأرسل رجالاً من قريش إلى المدينة، فحرَّقوا في بعض نخلها، ووجدوا أنصارياً فقتلوه، ولما علم بذلك رسول الله، خرج في أثرهم في مائتين من أصحابه، لخمس خَلَون من ذي الحجة، بعد أن ولّى على المدينة بَشِير بن عبد المنذر، ولكن لم يلحقهم، لأنهم هربوا وجعلوا يخفّفون ما يحملونه ليكونوا أقدر على الإسراع، فألقوا ما معهم من جربِ السَّوِيق، فأخذه المسلمون، ولذلك سميت هذه الغزوة بغزوة السَّوِيق.