فمن ذلك ضم الشرطه بمدينه السلام الى عمرو بن الليث، وكتب فيها على الاعلام والمطارد والترسه – التي تكون في مجلس الجسر – اسمه، …
وذلك في المحرم ولاربع عشره خلت من شهر ربيع الاول من هذه السنه شخص ابو احمد من مدينه السلام الى الجبل، وكان سبب شخوصه إليها- فيما ذكر- ان الماذرائى كاتب اذكوتكين، اخبره ان له هنالك مالا عظيما، وانه ان شخص صار ذلك اليه، فشخص اليه فلم يجد من المال الذى اخبره به شيئا، فلما لم يجد ذلك شخص الى الكرج، ثم الى أصبهان يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف، فتنحى له احمد بن عبد العزيز عن البلد بجيشه وعياله، وترك داره بفرشها لينزلها ابو احمد إذا قدم.
وقدم محمد بن ابى الساج على ابى احمد قبل شخوصه من مضربه بباب خراسان هاربا من ابن طولون، بعد وقعات كانت بينهما، ضعف في آخر ذلك ابن ابى الساج عن مقاومته، لقله من معه وكثره من مع ابن طولون من الرجال، فلحق بابى احمد، فانضم اليه، فخلع ابو احمد عليه، واخرجه معه الى الجبل.
وفيها ولى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر شرطه بغداد، من قبل عمرو بن الليث في شهر ربيع الآخر.
وفيها ورد الخبر بانفراج تل بنهر الصلة – ويعرف بتل بنى شقيق – عن سبعه اقبر فيها سبعه ابدان صحيحه، عليها اكفان جدد لينه، لها اهداب، تفوح منها رائحه المسك، احدهم شاب له جمه، وجبهته وأذناه وخداه وانفه وشفتاه وذقنه واشفار عينيه صحيحه، وعلى شفتيه بلل، كأنه قد شرب ماء، وكأنه قد كحل، وبه ضربه في خاصرته، فردت عليه أكفانه وحدثنى بعض أصحابنا انه جذب من شعر بعضهم، فوجده قوى الأصل نحو قوه شعر الحى، وذكر ان التل انفرج عن هذه القبور عن شبه الحوض من حجر في لون المسن، عليه كتاب لا يدرى ما هو! وفيها امر بطرح المطارد والاعلام والترسه التي كانت في مجالس الشرطه التي عليها اسم عمرو بن الليث، واسقاط ذكره، وذلك لإحدى عشره خلت من شوال.
وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن إسحاق الهاشمى، وكان واليا على مكة والمدينة والطائف.