وزارة ابى الفضل الشيرازى، فيها قلد عز الدولة أبا الفضل العباس بن الحسين الوزارة، وخلع عليه، واقطعه اقطاعا بخمسين الف دينار …
واظهر ابو الفرج الامتناع عن العمل، فالزمه، وخلع عليه الدراعه.
وقال ابن الحجاج، يهنىء أبا الفضل:
هذا لواء العلا والمجد قد رفعا *** والبدر بدر الدجى للتم قد طلعا
وكان بالأمس لطخ دون رؤيته *** فانجاب بالأمس هذا اللطخ وانقطعا
فاليوم اصبح شمل الخوف مجتمعا *** يشكو الشباب وشمل الأمن مجتمعا
قد أذعن الناس وانقادوا لسيدهم *** فمن تحرك منهم بعدها صفعا
فديت من لم أكن بالغمض مكتحلا *** خوفا عليه ولا بالعيش منتفعا
حتى كفى الله مولانا وخيب من *** سعى عليه وفي ايامه طمعا
ومر بي سائرا في موكب لجب *** لو جلجل الرعد في قطريه ما سمعا
مضى على وقلبي طائر جزعا *** أخشى العثار على مولاى ان يقعا
فليت لي بدره منها مكسره *** الف وسائرها ضرب كما طبعا
حتى إذا مر مجتاز بعسكره *** نثرت منها الصحاح الدق والقطعا
والضرب في البيت عندي كنت ارفعه *** فانه جوف بيتى ربما نفعا
ولو تلوح من مولاى لي فرج *** نثرت غلتها ثم الصحاح معا
لكن ابقى لنفسي ما اعيش به *** فان رزقي مرفوع قد انقطعا
وكان الحبشي بن معز الدولة، قد تغلب على البصره فانحدر الوزير ابو الفضل الى الاهواز، واستخلف أبا العلاء صاعدا، وكاتب الحبشي يسكنه ويأمره بانفاذ مال، فانفذ اليه مائتي الف درهم، فأنفذها الوزير الى عز الدولة ثم ظفر الوزير بالحبشى، وامنه وانفذه الى عمه ركن الدولة، واستخلف على البصره المرزبان بن عز الدولة.
وفي ليله النصف من شعبان، مات المتقى لله ابراهيم بن المقتدر بالله في داره التي على دجلة، المعروفه بابن كنداحميق، ودفن في دار تحاذيها.
وفي شوال قدم ابو احمد الشيرازى من شيراز، فاخبر ان عضد الدولة توجه الى كرمان لينزعها من يد اليسع، وخطب بنت عز الدولة للأمير ابى الفوارس بن عضد الدولة، وكان الخطيب في العقد أبا بكر بن قريعة، وثبتت وكاله ابى احمد عند ابن معروف، من عضد الدولة، بعقد النكاح لابنه لصغره، وكتب كتابين من نسخه واحده، على صداق مائه الف دينار.
وورد الخبر بوفاه الحسن بن الفيرزان بالبلاد التي تغلب عليها من جرجان.
وفي هذه السنه توفى ابو الفرج على بن الحسين الاصفهانى، صاحب الأغاني، وهو من ولد مروان بن محمد الاموى، ومولده سنه اربع وثمانين ومائتين، ولم يعرف اموى يتشيع سواه، وله في المهلبى تهنئه بابن ولد له من سريه رومية:
اسعد بمولود أتاك مباركا *** كالبدر اشرق جنح ليل مقمر
سعد لوقت سعاده جاءت به *** أم حصان من بنات الأصفر
متبجح في ذروتى شرف الورى *** بين المهلب منتماه وقيصر
شمس الضحى قرنت الى بدر الدجى *** حتى إذا اجتمعت أتت بالمشترى
ويروى ان المهلبى، دخل الى تجنى، فلما رآها تمثل:
فما انس لا انس إقبالها *** وتميس كغصن سقته الرهم
وقد برزت مثل بدر السما *** سما في العلو علوا وتم
على راسها معجر ازرق *** وفي جيدها سبحه من برم
ولم ترتقب لطلوع الرقيب *** ولم تحتشم من حضور الحشم
لقد سؤتنى يا نظام السرور *** واسقمتنى يا شفاء السقم
بجودك عن عفر في الكرى *** وبخلك مسئوله عن امم
اهذا المزار أم الازورار *** والمامكم الم او لمم
فقالت له تجنى: تتمثل بشعر قائله ولا تزيل شعثه، قال: ومن هو قائله؟
قالت: الاصبهانى، يمدحك به ويقول فيه:
فداؤك نفسي هذا الشتاء *** علينا بسلطانه قد هجم
ولم يبق من سنتي درهم *** ولا من ثيابي الا رمم
يؤثر فيها نسيم الهوا *** وتحرقها خافيات الوهم
فأنت العماد ونحن العفاة *** وأنت الرئيس ونحن الخدم
فامر له بمال.