قرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: في سنة خمس و سبعين خرج عبد العزيز بن مروان إلى الشام وهبط خباب …
بن مرثد إلى الإسكندرية وتوفي زياد بن حناطة، وأمر الأصبغ بن عبد العزيز.
وحج عامئذ بالناس أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان وفيها اطلع عمير بن عبيد الخولاني بالجيش إلى إفريقية.
كتب إلي بكار عن محمد بن عائذ قال: في سنة خمس و سبعين غزا محمد بن مروان الصائفة، خرجت فيها الروم إلى الأعماق في جمادى الأولى، فلقيهم أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط ود ينار فهزمهم الله.
وفي سنة خمس وسبعين [ قدم الحجاج العراق ]، ثم خرج الحجاج عن الكوفة، واستحث الناس في قتال الأزارقة، وخرج فنزل رستق أباذ، فخلعوه وبايعوا عبد الله بن الجارود واقتتلوا فقتل ابن الجارود وعبد الله بن حكيم المجاشعي، وهرب الغضبان بن القبعثرى وعكرمة بن ربعي الفياض من بني تيم اللات في رجال من أهل العراق فلحقوا بالشام، ولهم حديث.
قال أبو عبيدة: وفيها خرج داود بن النعمان أحد بني مازن بن عبد القيس بموقوع ناحية طف البصرة، وهو أول من اتخذها دار هجرة، فوجه إليه الحكم بن أيوب الثقفي وهو والي البصرة فقتله.
فحدثني عامر بن حفص قال: خرج داود وكان من أهل البحرين، فقال له أبوه: دع هذا الرأي ولك بستاني هذا مائة جريب فقال: يا أبة إن بستانك به بق، وإني أريد بستانا لا بق فيه، ثم قدم البصرة فأتى موقوع، فوجه إليه الحكم بن أيوب عباد بن حصين في الخيل، فقتل داود.
وفي ذلك يقول:
ألا فاذكروا داود إذ باع نفسه *** وجاد بها يبغي الجنان العواليا
قال ابن الكلبي: وفيها غزا محمد بن مروان الصائفة عند خروج الروم إلى
العمق من ناحية مرعش.
وأقام الحج عبد الملك بن مروان.
قال أبو عاصم عن ابن جريج عن أبيه قال: حج علينا عبد الملك بن مروان سنة خمس وسبعين بعد مقتل ابن الزبير عامين، فخطبنا فقال: (أما بعد فإنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من هذا المال ويؤكلون، وإني والله لا أداوي هذه الأمة إلا بالسيف، ولست بالخليفة المستضعف – يعني عثمان – ولا الخليفة المداهن – يعني معاوية.
أيها الناس: إنا نحتمل لكم كل اللغوية (ما لم يك عقد راية أو وثوب على منبر، هذا عمرو بن سعيد، حقه حقه، وقرابته قرابته، قال برأسه هكذا، فقلنا بسيفنا هكذا).
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: ولي بشر بن مروان العراق سنة أربع وسبعين، ومات في أول سنة خمس وسبعين وهو ابن نيف وأربعين سنة.
وفي ولاية بشر مات جابر بن سمرة السوائي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو جحيفة وهب السوائي، وخرشة بن الحر الفزاري وأوس بن ضمعج، وعبيد بن فضلة خزاعي، وعاصم بن ضمرة السلولي وشداد بن الأزمع، وعبد الله بن عتبة بن مسعود، وأبو عبد الرحمن السلمي.