فيها مات أمير المؤمنين المهدي بماسبذان لثمان بقين من المحرم، وصلى عليه ابنه هارون بن المهدي وهو ابن ثمان وأربعين. …
ولد بالحميمة من أرض الشام سنة إحدى وعشرين ومائة، ويقال: مات وهو ابن ثلاث وأربعين.
وقال عبد العزيز: ابن إحدى وأربعين، كانت ولايته عشر سنين وشهرا ونصف.
تسمية عمال المهدي المدينة:
مات أبو جعفر وعليها عبد الصمد بن علي فعزله المهدي، وولى محمد ابن عبد الله بن كثير بن الصلت، ثم عزله.
وولى عبيد الله بن صفوان الجمحي، ثم عزله.
وولى جعفر بن سليمان بن علي سنة ستين، ثم عزله سنة ست وستين وولى ابراهيم بن يحيى بن محمد، فتوفي.
فولى إسحاق بن يحيى حتى مات المهدي.
مكة: مات أبو جعفر وعليها محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت، فعزله المهدي وجمعها لجعفر بن سليمان مع المدينة.
ثم وليها عبيد الله بن قثم بن العباس بن عبيد الله ابن العباس، ثم أحمد بن إسماعيل حتى مات المهدي.
اليمن: أقر عليها يزيد بن منصور، ثم عزله وولى رجاء بن روح من ولد روح بن زنباع، ثم علي بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم سليمان ابن يزيد الحارثي، ثم عبد الله بن سليمان الهاشمي.
البصرة: مات أبو جعفر وعلى الصلاة عبيد الله بن الحسن، وعلى الأحداث سعيد بن دعلج فعزلهما المهدي.
وولى عبد الملك بن أيوب النميري، ثم عزله سنة ستين ومائة.
وولى محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم عزله وولى صالح بن داود سنة خمس وستين ومائة، فخرج صالح واستخلف مولاه أبا مقاتل.
ثم ولاها روح بن حاتم حتى مات المهدي.
الكوفة: مات أبو جعفر وعليها عمرو بن زهير أخو المسيب بن زهير الضبي، ثم عزله المهدي.
وولى عيسى بن لقمان بن محمد بن حاطب الجمحي، ثم عزله.
وولى شريك بن عبد الله النخعي القاضي، فاستعمل شريك على الأحداث اسحاق بن الصباح بن عمران بن اسماعيل بن محمد بن الأشعث، ثم عزل المهدي شريكا.
وولى اسحاق بن الصباح، ثم عزله.
وولى هاشم بن سعيد ابن منصور ابن خاله، ثم عزله.
وولى روح بن حاتم ثم عزله وولى موسى ابن عيسى حتى مات المهدي.
خراسان: مات أبو جعفر وعليها عبد الله بن حميد بن دقحطبة واليا لأبيه،
فعزله المهدي.
وولى أبا عون الحمصي ثم عزله.
وولى معاذ بن مسلم سنة ستين ثم عزله.
وولى المسيب بن زهير سنة ثلاث وستين، ثم عزله.
وولى أبا العباس الطوسي سنة خمس وستين حتى مات المهدي.
سجستان: ولاها المهدي حمزة بن مالك بن زهير بن محمد العائذي، ثم سعيد بن دعلج فمات.
واستخلف تميم بن سعد.
فولى المهدي محمد بن جعفر ابن الأشعث.
السند: مات أبو جعفر وعليها محمد بن سعيد بن الخليل، رجل من بني تميم، فعزله المهدي.
وولى روح بن حاتم سنة تسع وخمسين ومائة، ثم عزله.
وأعاد نصر بن محمد الخزاعي، ثم جاءه عهده وهو بالبلد، ثم شخص عنها، ثم عزله وولى سفيح بن عمرو أخا هشام بن عمرو التغلبي، ثم عزله وولى الليث مولاه حتى مات المهدي.
الجزيرة: مات أبو جعفر وعليها موسى بن مصعب، فعزله المهدي وولى المسيب بن زهير، ثم عزله.
وولى عبد الصمد بن علي، ثم الفضل بن صالح، ثم علي بن سليمان بن علي، ثم عمران بن المنهال، ثم علي بن سليمان الثانية، و وليها عبد الملك بن صالح مرتين وعبد الله بن صالح.
إفريقية: مات أبو جعفر وعليها يزيد بن حاتم فأقره المهدي حتى مات.
القضاء البصرة: مات أبو جعفر وعلى قضاء البصرة عبيد الله بن الحسن العنبري فأقره المهدي، ثم عزله في سنة تسع وستين ومائة.
وولاها خالد بن طليق من ولد عمران بن حصين أشهرا، ثم عزله.
وولى عمر بن عثمان من تيم قريش.
الكوفة: مات أبو جعفر وعليها شريك بن عبد الله النخعي فأقره المهدي.
وقضي للمهدي عافية بن يزيد الأودي وابن علاثة العقيلي.
المدينة: ولى المهدي عند قيامه المدينة محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت فاستقضى عبد العزيز بن المطلب حتى عزل محمد بن عبد الله، وولي المدينة عبيد الله بن صفوان فأقر عبد العزيز، ثم صار قضاء المدينة إلى الخليفة ولاها المهدي من قبله محمد بن عمران التيمي.
ثم سعيد بن سليمان بن مساحق.
الموسم: قد كتبنا من حج بالناس في تاريخ السنين.
الشرط: نصر بن مالك، ثم مات.
فولى المهدي حمزة بن مالك، ثم ولى عبد الله مالك.
كاتب الرسائل: أبو عبيد الله معاوية بن عبيد الله، ثم عزله.
وولى عمر بن بزيع.
وعلى ديوان خراسان: بكر بن معاوية الباهلي ثم عزله.
وعلى ديوان النفقات وبيوت الأموال والخزائن والرقيق وديوان الشام: أبو سمير مولى لبني فهر من أهل الشام واسمه أيوب، وقال حاتم بن مسلم: أيوب ابن أبي سبير ..وقال حاتم: كاتب الديوان: ابراهيم بن صالح، فمات فولى أبا الوزير عمر بن مطرف.
وعلى ديوان جند خراسان: عبد الجبار بن شعيب.
و على بيت المال: فرج بن فضالة.
والمظالم: سلام مولاه.
والخاتم: خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الهمداني، فمات فولى علي بن يقطين.
الحرس: محرز أبو القاسم، ثم ولى أبا العباس الطوسي، ثم ولى عبد الله
ابن أبي العباس الطوسي.
حاجبه: مولاه الربيع، ثم الحسن بن الربيع.
وفي خلافة المهدي خرج عبد السلام بن هاشم اليشكري في سنة ستين ومائة في باجرما، فأتى نصيبين و عليها المنهال بن عمران بن قنان الكلابي أحد بني جعفر على خراجها، فبعث إليه بعشرين ألفا فلم يدخلها، فأتى رأس العين فمنعته بنو تميم، فأخذ إلى آمد فلقيه عيسى بن موسى الخراساني، فانهزم أصحاب عبد السلام فقال: والله لأبدأن بكم لأنكم كفار تفرون من الزحف وليست لكم فئة، فتراجعوا فانهزم أصحاب عيسى وحمل عليه عبد السلام فعانقه فصرعه فقتله، فكتب المهدي إلى داود بن إسماعيل الربذي وهو في ألف بالجزيرة، وسار إليه براز فأحاطوا بهم و رماهم الأتراك فقتلوهم.
قال أبو الحسن: كتب المهدي إلى عبد السلام: (إن الله اختص بالسعادة جنده، وأيد بالهدى حزبه، وأسكن من أجاب جنته، وأسبغ على من خشيه نعمته، وأهدف من عصاه نقمته، إني قد عجبت من أحداثك وبغيك حيث أسالك ما نقمت إذ حكمت بكلمة حق تريد بها ما الله مخزيك به وسائلك عنه مع مناوأتك خليفته، ونزعك يدك من طاعته وشتمك أبا الحسن علي بن أبي طالب ووقوعك فيه، وتنقصك إياه، وولايتك من عاداه، فالله عصيت، ونبيه عاديت، فقد أتاك يقين راض وحديث صادق عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه فكنت المكذب بذلك، والحائد عنه حيث انقطعت مدتك واستعنت بشيعتك، وتماديت في غيك، فأقسم لأغزينك أجنادا مطيعة، وقوادا منيعة، هم الذين يفضون جمعك، ويهتكون بناءك، فاعمل لنفسك أو دع».
فكتب إليه عبد السلام: من عبد السلام بن هاشم إلى محمد بن عبد الله: سلام على من اتبع الهدى، واجتنب الغي، وقام بالحق، فلا الهدى اتبعت، ولا الغي اجتنبت، ولا بالحق قمت.
أما بعد: فإن الله بحوله وقوته ورحمته وعونه سيد السادات، شديد النقمات، الذي توحد في ملكه، لم يدع أمة محمد في أهداف من الالتباس حتى يصلحهم، ويبعث فيهم من يتعاهد منهم ما ينبغي لهم تعاهده.
أتاني كتابك تعجب مما نقمت إذ حكمت، فلست بتاركك في عمياء مما أنت فيه، مع أنك إنما خدعت عن هذا نفسك، وقد علمت أني إنما أسفت وحكمت حين تركت الأمة تائهة مائجة، لا حدودها أقمت، ولا حقوقها أديت، واشتغلت بامائك، وتنوقت في بنائك، مع ادمانك الصيد إذ تغدو معك البزاة والفهود والجنائب والكتائب، فإذا انثنيت من صيدك، ودخلت بهوك، واتبعك إخوانك فتغديت وغنيت، فسبحان الله ما أفحش هذا ممن يدعي خلافة الله. قد كانت الأعاجم تنقم مما دون هذا، ثم أنت إذا خطبت كذبت، وإذا عاهدت نكثت، وقد زعمت في كتابك أنك ستغزيني أجنادا مطيعة، وقوادا منيعة، فالله يفض جمعك ويهزم جندك ويقتل قوادك، فإذا شئت فنحن متوقعو هذا منك ومتمنوه وقد زادني غيظا أنك تسميت المهدي.
وأبعد من سماك.
فنعم المهدي أنت إذ بعت الناس بيعا، وأوسعت الناس غيا، خدعك يعقوب بن داود، أخا آخيت، وخدنا صافيت، دعاك فأجبت، وخدعك فطاوعت، ففي أي دين يسعك وفي أي كتاب أصبت ؟ إذ تعدو وظيفة، أو تهوى زيادة، أو تنقص مساحة، أو تصطفي إستان، أو تبذخ في مركب، أو تنهمك في صيد، أو ترمي به في النزهة، أو تغامض عن جند، أو تحبس عطاء أو تنسى من غزا، أو تعاقب بالسوط، سافكا للدم. وإنما السافك يقاد، والزاني يقام حده، واللص تقطع يده، ولا تعاهد السجون بنفسك ولا تزعجها بعينك، فهذا نسيت وعن هذا سهوت، أيها الطاغية أفمن بعد هذا حياة ؟ فانظر لنفسك، فما عيني عنك بنائمة، تصادف من يصدقك، وتلقى من يقتلك، وما أنا بالعازم، الفتح بيد الله يحكم ما أحب، إنما أنا عبد من عباده، لا أستطيع منه امتناعا، ولا عن نفسي دفاعا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم بويع موسى بن المهدي بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس في المحرم سنة تسع وستين ومائة، وأمه الخيزران.
وفيها خرج الحسين بن علي.
وتوجه إلى مكة في ذي القعدة سنة تسع وستين، فلقيه العباس بن محمد وموسى بن عيسى، ومحمد بن سليمان بن علي، وكانوا وافوا للحج فقتل بفخ قبل الحج.
وبعث موسى بن يحيى لغزو الصائفة، وبعث السرايا وغنم.
وأقام الحج سليمان بن أبي جعفر المؤمنين.
وفيها مات السري بن يحيى البصري بمكة، ووهيب بن خالد صاحب الكرابيس، وقبل السبعين مات سليمان ابن المغيرة، وعبيد العزيز بن مسلم القسملي .