قال أبو خالد: فيها خرج عبد الأعلى بن خديج مولى موسى بن نصير بطنجة من بلاد المغرب وكان صفريا، …
فخرج إليه عمرو بن عبد الله العبسي والي ابن الحبحاب فقتل عمرو وانهزم أصحابه، فقتلهم عبد الأعلى وسبى نساءهم.
وفيها أيضا خرج ميسرة الحقير، وكان يبيع الماء بالقيروان، وكان مخرجهما على ميعاد للنصف من شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين ومائة، فوجه إسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب جيشا إلى ميسرة الحقير وأصحابه فهزمهم، ثم بيت ميسرة الحقير عسكر اسماعيل بن عبيد الله فقتل وسبى.
ثم بعث إلى ميسرة الحقير قائدا فقتل عبد الأعلى بن وديج، وبلغ ابن الحبحاب قتل ابنه إسماعيل فخرج فلقي ميسرة بنهر يقال: نهر الكدر، وعلى أصحاب ابن الحبحاب خالد بن أبي حبيب أبو الأصم، فقتل خالد وابنه وعثمان بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع، وابنه ابراهيم بن عثمان وموسى بن عبد الرحمن وعبد الكريم بن مسحل بن عتبة بن ضرار بن الخطاب، وزرارة بن عمرو من ولد أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير من بني عمير من بني عبد الدار بن قصي، فسميت غزوة الأشراف، وكان قتلهم في آخر السنة أو في المحرم من سنة ثلاث وعشرين ومائة.
قال أبو خالد: فلما بلغ ابن الحبحاب مقتلهم وجه عبد الرحمن بن المغيرة العبدي عاملا على تلمسين، فجعل يقتل الصفرية فسمي الجزار، فخرجوا على عبد الرحمن بن المغيرة فانحاز، وقدم حبيب بن أبي عبيدة من غزاته في البحر، فوجهه ابن الحبحاب فنزل على وادي تلمسين، فلم يجاوزه حتى انقضت ولاية ابن الحبحاب.
وفيها قتل زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بالكوفة.
فحدثني أبو اليقظان قال: وفيها غزا معاوية بن هشام أرض الروم، وغزا
سليمان بن هشام، فحاصرا جميعا الروم، فلقي المسلمون شدة من الجوع وغلاء من السعر.
وفيها أصيب الحكم بن عوانة بالسند، فولى يوسف بن عمر عمر بن محمد بن القاسم.
وغزا محمد بن هشام الصائفة.
وأقام الحج محمد بن هشام بن اسماعيل.
وفيها مات يزيد بن عبد الله بن قسيط بالمدينة، وإياس بن معاوية بن قرة المزني بواسط، وزبيد بن الحارث بن عبد الكريم الأيامي، وبكير بن عبد الله بن الأشج، وسلمة بن كهيل بالكوفة، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج.
وفيها ولد محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بالحميمة من أرض الشام.