سبب السرية
قالوا: لما همَّ رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم بغزو أهل مكة، بعث أبا قتادة بن ربعي في ثمانية نفر سرية إلى بطن إضم- وهي فيما بين ذي خشب و ذي المروة ، وبينها وبين المدينة ثلاثة برُدُ – ليظن ظانٌّ أن رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم توجه إلى تلك الناحية، ولأن تذهب بذلك الأخبار.
أمر المسلمين بالتثبت
وكان في السرية محلم بن جثامة الليثي، فمر عامر بن الأضبط الأشجعي فسلم بتحية الإسلام. فأمسك عنه القوم، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله وسلبه متاعه وبعيره، وَوَطْب لبن كان معه، فلما لحقوا بالنبي صلى اللهّٰ عليه وسلم نزل فيهم القرآن: {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا فَعِنْدَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ…} [النساء: 94] إلى آخر الآية .
أحداث السرية
فمضوا فلم يلقوا جمعاً، فانصرفوا حتى انتهوا إلى ذي خشب.
توجههم إلى مكة
فبلغهم أن رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم قد توجه إلى مكة، فأخذوا على ييَنْ حتى لقوا النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم بالسقيا ، وهي عند ابن إسحاق منسوبة لابن أبي حدرد.
خبر محلم بن جثامة
وذكر ابن إسحاق في خبر محلم بن جثامة بعد ذلك يوم حنين: أن النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم صلى الظهر بحنين، ثم عمد إلى ظل شجرة فجلس تحتها، فقام إليه الأقرع بن حابس و عيينة بن حصن يختصمان في عامر بن الأضبط، عيينة يطلب بدمه، وهو يومئذ سيد غطفان، والأقرع يدفع عن محلم لمكانه من خِندف، فتداولا الخصومة ثم قبلوا الدية.
ثم قالوا: أين صاحبكم هذا يستغفر له رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم؟ فقام رجل آدم ضرَْبٌ طو يل هو محلم، فرفع رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم يديه، ثم قال: “اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة” ثلاثاً، فقام يتلقى دمعه بفضل ردائه… الحديث.
وفي حديث عن الحسن: ما مكث إلا سبعاً حتى مات، فلفظته الأرض مرات، فعمدوا به إلى صدين فسطحوه بينهما، ثم رضموا عليه الحجارة حتى واروه.