وفي رمضان أرسل عليه الصلاة والسلام غالب بن عبد الله الليثي إلى أهل الميفعة …
في مائة وثلاثين رجلا فساروا حتى هجموا على القوم فقتلوا بعضا وأسروا اخرين، وفي أثناء الحرب طارد أسامة بن زيد رجلا من المشركين. ولمّا رأى المشرك الموت في يد أسامة تشهّد فظن أسامة أنّ عدوه إنما قال ذلك تخلصا فقتله.
ولما رجع المسلمون إلى المدينة، وأخبر عليه السلام بفعلة أسامة قال:
أقتلته بعد أن قال: «لا إله إلّا الله فكيف تصنع بلا إله إلّا الله؟!» قال: يا رسول الله إنما قالها متعوذا من القتل، قال عليه الصلاة والسلام: «فهلا شققت عن قلبه، فتعلم أصادق أم كاذب؟!» فقال يا رسول الله: استغفر لي. قال عليه الصلاة والسلام: «فكيف بلا إله إلّا الله؟!» فما زال يكرّرها حتى تمنّى أسامة أنه لم يسلم قبل ذلك اليوم، وأنزل الله في ذلك سورة النساء {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ} [النساء: 94] ثم أمر عليه الصلاة والسلام أسامة أن يعتق رقبة كفارة لأنه قتل خطأ.