وفي ليلته أمسى زيد بن حارثة ودحية الكلبي ومن معهما رضي الله عنهم على #~~~مرحلتان من المحدثة~~~# متجهين إلى حِسْمَى لتأديب …
الجذاميّين الذين تعدّوا على دحية الكلبي رضي الله عنه أثناء عودته من رحلته التجاريّة بالشام، فصلّوا المغرب والعشاء وساروا حوالي 46 كم في تسع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~صحراء حسمى~~~# قُبَيْل الصبح.
وأرشدهم الدليل الذي كان معهم من قبيلة بني عُذرة إلى منازل الهُنيد وابنه الجذاميّين اللذان تعدّوا على دحية، فأغاروا عليها وعلى من كان فيها مع طلوع الفجر، فقتلوا بعضهم وأخذوا ماشيتهم وإبِلَهم، وقتلوا الهنيد وابنه اللذان تعدّيا على دحية رضي الله عنه، وأخذوا من وجدوا من النساء والصبيان والأسارى، وكان مجمل ما أخذوا في هذه الغارة ألف بعير وخمسة آلاف شاة ومائة من النساء والصبيان.
ووصلت أخبار غارة زيد إلى الضبيب -وهي فرع من قبيلة جُذام انتشر فيهم الإسلام- فركب وفد منهم على رأسه حِبّان بن مِلّة الضبيبي الجذامي وابنه، فاقتربوا من جيش زيد واتّفقوا ألا يتكلم أحد إلا حِبّان بن مِلّة، وكان بينهم علامة خاصّة يعرفونها بينهم إذا أرادوا أن يبدأوا القِتال نادى أحدهم: “قَوَدِي”.
فلمّا طلعوا على معسكر زيد ومن معه وكان أوّل ما لقوا الأسارى والسبي والإبل والغنم أمامهم، ثم لقيهم رجل على فرس معه رمح قد وجهه إليهم، فقال حِبّان بن مِلَّة: “إنّا قومٌ مسلمون!”، فنادى رجل ممن مع حِبّان لمّا رأى الرجل -من جيش زيد- على الفرس موجّهًا لهم الرّمح: “قَوَدِي”، فقال لهم حِبّان: “مهلًا” -حتى لا تنشب حربًا-، حتى وصلوا عند زيد بن حارثة رضي الله عنه، فقال حبّان: “إنّا قومٌ مسلمون!”، قال له زيد: “اقرأ أُمّ الكتاب -الفاتحة-” -وكان زيد رضي الله عنه يمتحن أحدهم بأمّ الكتاب لا يزيد عن ذلك-، فقرأها حبّان، فقال له زيد: “نادوا في الجيش إنّه قد حَرُم علينا ما أخذناه منهم بقراءة أم الكتاب”، وغربت الشمس وهم هناك.