شهادة السيدة حليمة السعدية ببركته
قالت – أي حليمة السعدية-: ثم قدمنا منازلنا من بني سعد، ولا أعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمي تروح على حين قدمنا به معنا شباعاً لبناً، فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن، ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضر من قومنا يقولون لرعيانهم: و يلكم! اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب، فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة لبن،
وتروح غنمي شباعاً لبناً، فلم يزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته ، وكان يشب شباباً لا يشبه الغلمان.
قدومه صلى الله عليه وسلم على أمه السيدة آمنة
فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جَفْراً ، فقدمنا به على أمه ونحن أحرص شيء على مكثه فينا – لما ترى من بركته-.
رجوعه صلى الله عليه وسلم مرة أخرى
فكلمنا أمه وقلت لها: لو تركت بنُي عندي حتى يغلظ، فإني أخشى عليه وباء مكة، فلم نزل به حتى ردته معنا، فرجعنا به.