منهم عبد الرحمن بن ابى سعيد الخدرى، واسم ابى سعيد سعد بن مالك بن سنان واختلف في كنيته، فقال محمد بن عمر: واختلف في …
كنيته، فقال محمد بن عمر: كنيته ابو محمد، وقال ابن عمر:
توفى عبد الرحمن بن ابى سعيد بالمدينة سنه ثنتى عشره ومائه وهو ابن سبع وسبعين سنه.
روى عن ابيه.
وابو جعفر محمد بْن علي بْن حسين بْن علي بن ابى طالب ع وأمه أم عبد الله ابنه حسن بن على بن ابى طالب ع.
قال ابن عمر: حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حنيف، قال: رايت أبا جعفر يتكئ على طيلسان مطوى في المسجد.
قال ابن عمر: ولم يزل ذلك من فعل الاشراف واهل المروءة عندنا الذين يلزمون المسجد، يتكؤون على طيالسه مطوية سوى طيالستهم وأرديتهم التي عليهم أخبرنا عبد الرحمن بن يونس، عن سفيان بن عيينه، عن جعفر بن محمد، قال: سمعت محمد بن على يذاكر فاطمه ابنه حسين شيئا من صدقه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: هذه توفى لي ثمانيا وخمسين، ومات لها قال ابن عمر: فاما في روايتنا فانه مات سنه سبع عشره ومائه وهو ابن ثلاث وسبعين سنه.
وقال ابو نعيم فيما حدثنى محمد بن اسماعيل عنه: مات محمد بن على ابو جعفر سنه اربع عشره ومائه.
وقال على بن محمد المدائني: توفى أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ع سنه سبع عشره ومائه وهو ابن ثلاث وستين سنه.
وقال يحيى بن معين: توفى أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ سنه ثمان عشره ومائه.
وحدثنى محمد بن عبد الله الحضرمى قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال:
حدثنا مفضل بن عبد الله، عن ابان بن تغلب عن ابى جعفر، قال: جاءني جابر بن عبد الله وانا في الكتاب، فقال لي اكشف لي عن بطنك، فكشفت له عن بطنى، فقبله ثم قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني ان اقرئك السلام.
ومنهم الحكم بن عتيبة، واختلف في كنيته، فقيل: كنيته ابو محمد.
وقال ابن سعد أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا ابو إسرائيل ان الحكم بن عتيبة كان يكنى أبا عبد الله.
واختلف في ولائه، فقال ابن سعد: كان مولى لكنده وقال على بن محمد:
الحكم بن عتيبة كندى، قال: ويقال: اسدى مولى لهم، وكان الحكم بن عتيبة مقدما في العلم والفقه كثير الحديث.
وقال عبد الرحمن بن صالح: حدثنا نوح بن دراج عن ابن ابى ليلى، قال:
كنت عند الحكم، فجاءه داود الأودي فقال: ان الناس يزعمون انك تنال من ابى بكر وعمر، فقال: ما افعل، ولكنى ازعم ان عليا خير منهما.
وحدثنى أبو السائب، قال: حَدَّثَنَا ابن إدريس، قال: سمعت شعبه يقول:
هلك الحكم بن عتيبة سنه خمس عشره ومائه وحدثنى محمد بن اسماعيل، قال: قال ابو نعيم الفضل بن دكين: مات الحكم بن عتيبة في سنه خمس عشره ومائه.
وسعيد بن يسار ابو الحباب مولى الحسن بن على ع من ساكنى المدينة وبها كانت وفاته في سنه سبع عشره ومائه ومحمد بن كعب بن حيان بن سليم بن اسد القرظبى من حلفاء الأوس ويكنى أبا حمزه واختلف في وقت وفاته فقال ابو نعيم الفضل بن دكين- فيما ذكر: حدثنى به محمد بن اسماعيل عنه: مات سنه ثمان ومائه وكان عالما فاضلا غير مدفوع وكان كثير الرواية.
وقتادة بن دعامه السدوسي ويكنى أبا الخطاب، وكان اعمى حافظا فطنا وذكر عن ابن معين انه قال: مات قتادة سنه سبع عشره.
وعلى بْن عبد الله بْن عباس بْن عبد المطلب، وأمه زرعه بنت مشرح بن معديكرب بن وليعه بن شرحبيل بن معاويه بن حجر القرد بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاويه بن الحارث بن معاويه بن ثور بن مرتع بن ثور، وهو كندى يكنى أبا محمد، ذكر انه ولد ليله قتل امير المؤمنين على بن ابى طالب ع في شهر رمضان سنه اربعين فسمى باسمه وكنى بكنيته أبا الحسن، فقال له عبد الملك بن مروان: لا والله ما احتمل لك الاسم والكنية جميعا، فغير أحدهما، فغير كنيته فصيرها أبا محمد وكان على بن عبد الله هذا اصغر ولد ابيه سنا وكان اجمل قرشي- فيما قيل- واوسمه واكثره صلاه، وكان يدعى السجاد لعبادته.
واختلف في وقت وفاته، فقال محمد بن عمر: توفى على بن عبد الله بن العباس سنه ثمان عشره ومائه.
ومنهم حماد بن ابى سليمان ويكنى أبا اسماعيل وهو مولى لإبراهيم بن ابى موسى الأشعري وكان ممن ارسل به معاويه الى ابى موسى الأشعري، وهو بدومه الجندل.
وكان حماد مقدما في الفقه حَدَّثَنِي أبو السائب، قال: حَدَّثَنَا ابن إدريس، قال: سمعت شعبه يقول: هلك حماد بن ابى سليمان سنه عشرين ومائه.
ومنهم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أمه أم ولد، وقد ذكرت مقتله في كتابنا المسمى المذيل.
وقد حدثني الحارث، قال: حدثنا مُحَمَّد بن سعد، قال: أخبرنا مُحَمَّد بن عمر، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: دخل زيد بن على ع على هشام بن عبد الملك، فرفع دينا كثيرا وحوائج، فلم يقض له هشام حاجه، وتجهمه واسمعه كلاما شديدا قال عبد الله بن جعفر فأخبرني سالم مولى هشام وحاجبه، ان زيد بن على خرج من عند هشام، وهو يأخذ شاربه بيده ويفتله، ويقول: ما أحب الحياه احد قط الأذل قال: ثم مضى، وكان وجهه الى الكوفه، فخرج بها ويوسف بن عمر الثقفى عامل لهشام بن عبد الملك على العراق، فوجه الى زيد بن على من يقاتله فاقتتلوا وتفرق عن زيد من خرج معه، ثم قتل وصلب قال سالم: فاخبرت هشاما بعد ذلك بما كان قال زيد ع يوم خرج من عنده، فقال: ثكلتك أمك! الا كنت أخبرتني بذلك قبل اليوم، وما كان يرضيه! انما كانت خمسمائة الف درهم، وكان ذلك اهون علينا مما صار اليه.
قال محمد بن عمر: فلما ظهر ولد العباس عمد عبد الله بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس الى هشام بن عبد الملك فامر به فاخرج من قبره، وصلبه وقال: هذا بما فعل بزيد بن على ع، وقتل زيد ع يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنه عشرين ومائه، ويقال: سنه ثنتين وعشرين ومائه، وكان له فيما قيل اثنتان واربعون سنه وكان مسكنه بالمدينة وقتل بالكوفه.
وسلمه بن كهيل الحضرمى، وكان من ساكنى الكوفه، وبها مات في آخر يوم من سنه احدى وعشرين ومائه وقال بعضهم: بل توفى سنه ثنتين وعشرين ومائه حين قتل زيد بن على ع ومنهم مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله الاصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهره بن كلاب بن مره، وأمه عائشة ابنه عبد الله الاكبر بن شهاب، ويكنى محمد بن مسلم أبا بكر، وكان محمد بن مسلم الزهري مقدما في العلم بمغازى رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبار قريش والانصار، راويه لاخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه.
ومحمد بْن علي بْن عَبْد اللَّهِ بْن العباس بن عبد المطلب، وأمه العاليه ابنه عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، فولد محمد بن على عبد الله الاصغر، وهو ابو العباس القائم بالخلافة من ولد العباس وداود بن محمد وعبيد الله وريطة هلكت ولم تبرز، وأمهم ريطة ابنه عبيد الله بْن عبد الله بْن عبد المدان بن الديان من بنى الحارث بن كعب، وعبد الله الاكبر وهو ابو جعفر المنصور، ولى الخلافه بعد أخيه ابى العباس وأمه أم ولد.
وابراهيم بن محمد وهو الامام الذى كان اهل دعوه بنى العباس يصيرون اليه ويصدرون عن رايه، وأمه أم ولد ويحيى بن محمد والعاليه بنت محمد وأمها أم الحكم بنت عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الحارث بْن عبد المطلب، وموسى بن محمد وأمه أم ولد، والعباس بن محمد وأمه أم ولد، واسماعيل ويعقوب، وهو ابو الاسباط، ولبابه بنت محمد، تزوجها جعفر بن سليمان بن على، هلكت عنده ولم تلد له، وهم لأمهات شتى.
وذكر عن العباس بن محمد ان محمد بن على بن العباس توفى بالشراة من ارض الشام في خلافة الوليد بْن يزيد بْن عبد الملك بن مروان سنه خمس وعشرين ومائه وهو يومئذ ابن ستين سنه، وكان ابو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفيه اوصى اليه ودفع اليه كتبه، فكان محمد بن على وصى ابى هاشم، وقال له ابو هاشم: ان هذا الأمر انما هو في ولدك، فكانت الشيعة الذين كانوا يأتون أبا هاشم ويختلفون اليه قد صاروا بعد ذلك الى محمد بن على.
وثابت البناني بن اسلم، يكنى أبا محمد من ولد سعد بن لؤي بن غالب، وبنانه أمهم كذلك قال هشام عن ابيه، وقال على بن محمد: توفى ثابت البناني سنه سبع وعشرين ومائه وكان ثابت من سكان البصره، وبها توفى وكان ثقه كثير الحديث.
وعبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب ويكنى أبا عبد الرحمن توفى سنه سبع وعشرين مائه، وكان من سكان المدينة وبها توفى وكان كثير الحديث ثقه ووهب بن كيسان ويكنى أبا نعيم مولى عبد الله بن الزبير بن العوام توفى سنه سبع وعشرين ومائه.
وبكير بن عبد الله بن الاشج مولى المسور بن مخرمه الزهري، ويكنى أبا عبد الله توفى بالمدينة سنه سبع وعشرين ومائه.
ومالك بن دينار يكنى أبا يحيى مولى لامرأة من بنى سامه بن لؤي ذكر عن ابن عائشة، قال: مالك بن دينار كان كابليا وكان عابدا حافظا قارئا للقرآن وكان يكتب المصاحف وجابر بن يزيد الجعفى وكان متشيعا وكان من ساكنى الكوفه، وبها كانت وفاته في سنه ثمان وعشرين ومائه.
حدثنى سعيد بن عثمان التنوخي قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مهدي المصيصي، قال: سمعت اسماعيل بن عليه قال: قال شعبه: اما جابر ومحمد بن إسحاق فصدوقان.
حدثنى عبد الرحمن بن بشر النيسابورى قال: سمعت سفيان بن عيينه يقول:
كان جابر الجعفى يؤمن بالرجعة وذكر عن يحيى بن معين انه قال مات جابر الجعفى سنه اثنتين وثلاثين ومائه.
حدثنا العباس الدوري، قال: حدثنا ابو يحيى الحماني عبد الحميد بن بشمير عن ابى حنيفه النعمان بن ثابت قال: ما رايت أحدا اكذب من جابر الجعفى.
قال العباس: وحدثنا يحيى بن يعلى المحاربى عن زائده قال: كان جابر الجعفى كذابا يؤمن بالرجعة وعاصم بن ابى النجود الأسدي وهو عاصم بن بهدله مولى لبنى جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن اسد، وكان يكنى أبا بكر كذلك، حدثنا عن ابى نعيم الفضل بن دكين، قال حدثنا ابو الأحوص- وكان مقرئ اهل الكوفه بعد يحيى بن وثاب، وكان ثقه، غير انه كان كثير الخطا، وكان من ساكنى الكوفه وبها كانت وفاته في سنه ثمان وعشرين ومائه.
ابو إسحاق السبيعي، واسمه عمرو بن عبد الله بن احمد بن ذي يحمد بن السبيع بن سبع بن صعب بن معاويه بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، قال الأسود بن عامر: قال شريك: ولد ابو إسحاق السبيعي في سلطان عثمان- احسب شريكا- قال: لثلاث سنين، بقين منه وكان كثير الحديث صدوقا قارئا للقرآن.
وقال ابو نعيم: بلغ ابو إسحاق ثمانيا- او تسعا- وتسعين سنه، ومات سنه ثمان وعشرين ومائه.
وابو إسحاق الشيبانى واسمه سليمان بن ابى سليمان مولى لبنى شيبان وكان من ساكنى الكوفه، وبها توفى في قول محمد بن عمر في سنه تسع وعشرين ومائه.
ومطر بن طهمان الوراق، وكان من اهل خراسان، وهو مولى علباء السلمى، وكان فيه ضعف في قول بعضهم، ويكنى مطر أبا رجاء، وذكر عن جعفر بن سليمان انه قال: مات مطر بن طهمان الوراق سنه خمس وعشرين ومائه.
ويحيى بن ابى كثير الطائي، ويكنى أبا نصر، قال على بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد قال: قال شعبه: حديث يحيى بن ابى كثير احسن من حديث الزهري وقال عبد الرزاق قال: معمر: اريد يحيى بن ابى كثير على البيعه لبعض بنى اميه فأبى، حتى ضرب وفعل به كما فعل بسعيد بن المسيب وكان يحيى بن ابى كثير كثير التدليس وقيل: مات يحيى بن ابى كثير سنه تسع وعشرين ومائه، كان من ساكنى اليمامه، وبها كانت وفاته.
ومحمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن حارثة بن سعد بن تيم بن مره، وأمه أم ولد، ويكنى أبا عبد الله ولد محمد بن المنكدر عمر وعبد الملك والمنكدر وعبد الله ويوسف وابراهيم وداود لام ولد، وحسبه بعضهم، فقال: محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن محرز بن عبد العزى وقيل مات محمد بن المنكدر بالمدينة وكان من ساكنيها في سنه مائه وثلاثين او احدى وثلاثين ومائه.
وابو الحويرث، واسمه عبد الرحمن بن معاويه، روى عنه ابن عيينه قال يحيى: هو مدينى ثقه.
وقال محمد بن بكار: حدثنا ابو معشر عن ابى الحويرث عبد الرحمن بن معاويه قال: انما كلم الله سبحانه موسى ع بقدر ما يطيق من كلامه، ولو يكلمه بكلامه كله لم يطقه، ومكث موسى اربعين ليله لا يراه احد الا مات من نور رب العالمين وكان ابو الحويرث من ساكنى المدينة وبها كانت وفاته في سنه ثلاثين ومائه ويزيد بن رومان مولى آل الزبير بن العوام، كان عالما بالمغازى مغازي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ثقه، وكان من ساكنى المدينة، وبها كانت وفاته في سنه ثلاثين ومائه وشعيب بن الحبحاب من ساكنى البصره، وبها كانت وفاته في سنه ثلاثين ومائه وكان يكنى أبا صالح وهو من موالي بنى رافد، بطن من المعاول، والمعاول من الأزد.
ومنصور بن المعتمر السلمى، ويكنى أبا عتاب وكان فاضلا ورعا دينا ثقه أمينا.
القراءة، وكان يريد ان يترسل فلا يستطيع قال محمد بن عمر: مات منصور بن زاذان سنه تسع وعشرين ومائه وقال يحيى بن معين مات سنه سبع وعشرين ومائه.
ومنصور بن المعتمر السلمى، ويكنى أبا عتاب وكان فاضلا ورعا دينا ثقه أمينا.
حدثنا ابن حميد قال: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير، قال: صام منصور سنين وقامها حتى سقم.
وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، قال: كان منصور خلق الثياب، خلق الجلد، وكان في مرضه إذا شرب الماء يرى مجراه في صدره حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، قال: مات منصور، فرئي في النوم، فقيل له: يا أبا عتاب ما حالك؟ فقال: كدت ان القى الله عز وجل بعمل نبى.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير قال: اراد ابن هبيرة منصورا على القضاء فأبى، فحبسه شهرين، ثم خلى سبيله واجازه، فقبل منصور جائزته، وحج مع ابنه هو والقاسم.
وحدثنى الحسين بن على الصدائى، قال: حدثنا خلف بن تميم قال: حدثنا زائده ان منصور بن المعتمر صام سنه فأقام ليلها وصام نهارها، وكان يبكى الليل، فتقول له أمه: يا بنى قتلت قتيلا فيقول انا اعلم بما صنعت بنفسي، فإذا اصبح كحل عينيه، ودهن راسه وبرق شفتيه بالدهن، وخرج الى الناس.
قال: واراده يوسف بن عمر عامل الكوفه على القضاء فامتنع من ذلك منصور، فأرسل اليه فقيده، فقيل له: لو نثرت لحم هذا الشيخ ما جلس على عمل، قال: فاتى خصمان فجلسا، فتكلما فلم يجبهما، فأعفاه وخلى سبيله، وكان منصور من ساكنى الكوفه، وبها كانت وفاته في سنه ثنتين وثلاثين ومائه كان منصور من الشيعة.
ومحمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمرو بن حزم، أمه فاطمه بنت عماره بن عمرو ابن حزم ويكنى أبا عبد الملك، وكان قاضيا بالمدينة.
قال ابن سعد: أخبرنا معن بن عيسى، قال: حدثنى سعيد بن مسلم، قال: رايت مُحَمَّد بْن أبي بكر بْن مُحَمَّد بْن عمرو بن حزم يقضى في المسجد.
قال: وأخبرنا مطرف بن عبد الله اليسارى، عن مالك بن انس، قال: كان مُحَمَّد بْن أبي بكر بْن مُحَمَّد بْن عمرو بن حزم على القضاء بالمدينة، فكان إذا قضى بالقضاء مخالفا للحديث ورجع الى منزله قال له اخوه عبد الله بن ابى بكر- وكان رجلا صالحا: اى أخي قضيت اليوم في كذا وكذا بكذا وكذا فيقول له محمد: نعم اى أخي فيقول له عبد الله: فأين الحديث اى أخي، عز الحديث ان يقضى به، فيقول محمد ايهاه فأين العمل؟ يعنى ما اجمع عليه من العمل بالمدينة، والعمل المجتمع عندهم اقوى من الحديث وقال محمد بن عمر: توفى مُحَمَّد بْن أبي بكر بْن مُحَمَّد بْن عمرو بن حزم سنه اثنين وثلاثين ومائه في أول دوله بنى العباس وهو ابن ثنتين وسبعين سنه.
وصفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، يكنى أبا عبد الله، وكان من العباد من ساكنى المدينة وبها كانت وفاته في سنه ثنتين وثلاثين ومائه وكان ان شاء الله ثقه.
وعبد الله بن ابى نجيح، ويكنى أبا يسار وهو مولى لثقيف، وكان من ساكنى مكة وبها كانت وفاته، واختلف في وقت وفاته، فقال محمد بن عمر: مات بمكة سنه ثنتين وثلاثين ومائه، وقال عبد الرحمن بن يونس: أخبرنا سفيان قال: مات ابن ابى نجيح قبل الطاعون، وكان الطاعون سنه احدى وثلاثين ومائه.
وذكر عن على بن المديني انه سمع يحيى بن سعيد يقول: كان ابن ابى نجيح معتزليا.
قال يحيى: قال أيوب: اى رجل أفسدوا! وكان بن ابى نجيح مفتى اهل مكة بعد عمرو بن دينار.
وربيعه بن ابى عبد الرحمن الذى يقال له ربيعه الرأي، واسم ابيه ابى عبد الرحمن فروخ، وكان ربيعه يكنى أبا عثمان، وهو مولى لال الهدير من بنى تميم بن مره، وكان ربيعه من ساكنى المدينة وبها كانت وفاته في سنه ست وثلاثين ومائه في آخر خلافه ابى العباس.
وعبد الله بْن حسن بْن حسن بْن علي بن ابى طالب ع، وكنى أبا محمد، وكان من العباد، وكان ذا عارضه وهيبة ولسان وشرف، وكانت الخلفاء من بنى اميه تكرمه، وتعرف له شرفه ووفد على ابى العباس في دوله بنى العباس بالأنبار ذكر محمد بن عمر ان حفص بن عمر اخبره، قال: قدم عبد الله بن حسن على ابى العباس بالأنبار، فاكرمه وحباه وقربه وادناه وصنع به شيئا لم يصنعه بأحد، وكان سمر معه الليل، فسمر معه ليله الى نصف الليل وحادثه، فدعا ابو العباس بسفط جوهر، ففتحه فقال: هذا والله يا أبا محمد ما وصل الى من الجوهر الذى كان في أيدي بنى اميه، ثم قاسمه اياه، فاعطاه نصفه وبعث ابو العباس بالنصف الآخر الى امراته أم سلمه، وقال: هذا عندك وديعة ثم تحدثا ساعه ونعس ابو العباس فخفق برأسه، وأنشأ عبد الله بن حسن يتمثل بهذه الأبيات:
الم تر حوشبا امسى يبنى قصورا نفعها لبنى نتيلة
يؤمل ان يعمر عمر نوح وامر الله يطرق كل ليله
قال: وانتبه ابو العباس، ففهم ما قال، فقال: يا أبا محمد، تتمثل بمثل هذا الشعر عندي، وقد رايت صنيعي بك وان لم اذخرك شيئا! فقال: يا امير المؤمنين هفوة كانت، والله ما اردت بها سوءا، ولكنها ابيات حضرت، فتمثلت بها، فان راى امير المؤمنين ان يحتمل ما كان منى، فليفعل قال: قد فعلت، ثم رجع الى المدينة، فلما ولى ابو جعفر، وكان ابو العباس قد ساله عن ابنيه محمد وابراهيم، فقال: بالبادية حبب إليهما الخلوه، الح في طلبهما، فطلبا بالبادية، واغتم ابو جعفر بتغيبهما، فكتب الى رياح بن عثمان عامله على المدينة، أن يأخذ أباهما عبد الله بْن حسن واخوته، فأخذوا فقدم بهم الى الهاشمية فحبسوا بها فمات عبد الله بن الحسن في الحبس، وهو- يوم مات- ابن اثنتين وسبعين سنه وكانت وفاته في سنه خمس واربعين ومائه.
حدثنى القاسم بن دينار القرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي بكر ابن عياش، عن سليمان بن قرم، قال: قلت لعبد الله بن الحسن: افي قبلتنا كفار؟
قال: نعم، الرافضه.
ومحمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بن عبد العزى ابن إمرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبدود بن عوف بن كنانه بن عوف بن عذره بن زيد اللات بن رفيده بن ثور بن كلب، ويكنى محمد بن السائب أبا النضر، وكان جده بشر بن عمرو، وبنوه السائب وعبيد وعبد الرحمن شهدوا الجمل وصفين مع امير المؤمنين على بن ابى طالب ع، وقتل السائب بن بشر مع مصعب بن الزبير، وله يقول ابن ورقاء النخعى:
من مبلغ عني عبيدا بأنني علوت أخاه بالحسام المهند
فإن كنت تبغي العلم عنه فإنه مقيم لدى الديرين غير موسد
وعمدا علوت الرأس منه بصارم فاثكلته سفيان بعد محمد
وسفيان ومحمد ابنا السائب، وشهد محمد بن السائب الجماجم مع عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث، وكان محمد بن السائب عالما بالتفسير والأنساب والأحاديث العرب، وتوفى بالكوفه وبها كان يسكن في سنه ست واربعين ومائه في خلافه ابى جعفر، ذكر ذلك كله ابن سعد عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّهُ اخبره بذلك كله.
وسليمان بن مهران الاعمش مولى بنى كاهل من الأسد، يكنى أبا محمد، كان ينزل في بنى عوف من بنى سعد، وكان يصلى في مسجد بنى حرام من بنى سعد، وكان مهران ابو الاعمش من طبرستان، وكان الاعمش من ساكنى الكوفه وبها كانت وفاته في سنه ثمان واربعين ومائه وهو ابن ثمان وثمانين سنه، وكان ولد يوم عاشوراء في المحرم سنه ستين يوم قتل الحسين بن على ع.
وجعفر بْن محمد بْن علي بْن حسين بْن على بن ابى طالب ع وأمه أم فروه بنت القاسم بن محمد بن ابى بكر الصديق فولد جعفر بن محمد اسماعيل الاعرج وعبد الله وأم فروه أمهم فاطمه ابنه الحسين الأثرم بْن حسن بْن علي بْن أبي طالب وموسى ابن جعفر، حبسه هارون الرشيد في السجن ببغداد عند السندي، فمات في حبسه.
وإسحاق ومحمدا وفاطمه، تزوجها محمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس، فهلكت عنده، وأمهم أم ولد ويحيى بن جعفر والعباس وأسماء وفاطمه الصغرى وهم لأمهات شتى.
قال محمد بن عمر: سمعت جعفر بن محمد يقول لغلامه معتب: اذهب الى مالك ابن انس فسله عن كذا وكذا ثم ائتنى فأخبرني قال محمد: وأخذ ابو جعفر المنصور معتبا هذا، فضربه الف سوط حتى مات، وكان جعفر بن محمد كثير الحديث ثقه، وكذلك كان يحيى بن معين يقول فيما ذكر عنه.
وذكر عن القطان انه سئل فقيل له: مجالد بن سعيد أحب إليك أم جعفر؟
ابن محمد؟ فقال: مجالد أحب الى من جعفر وكان جعفر من ساكنى المدينة وبها كانت وفاته في سنه ثمان واربعين ومائه في خلافه ابى جعفر في قول الواقدى والمدانى.
وكان جعفر بن محمد يكنى أبا عبد الله، حدثنا العباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: جعفر بن محمد ثقه.