وفيها- أعني سنة سبع عشرة- كانت مصالحة المسلمين اهل جندى سابور …
ذكر الخبر عن أمرهم وأمرها:
كَتَبَ إِلَيَّ السري، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة وأبي عمرو وأبي سفيان والمهلب قالوا: لما فرغ أبو سبرة من السوس خرج في جنده حتى نزل على جندى سابور، وزر بْن عبد اللَّه بْن كليب محاصرهم، فأقاموا عليها يغادونهم ويراوحونهم القتال، فما زالوا مقيمين عليها حتى رمي إليهم بالأمان من عسكر المسلمين، وكان فتحها وفتح نهاوند في مقدار شهرين، فلم يفجا المسلمين إلا وأبوابها تفتح، ثم خرج السرح، وخرجت الاسواق، وانبث أهلها، فأرسل المسلمون: ان ما لكم؟ قالوا:
رميتم إلينا بالأمان فقبلناه، وأقررنا لكم بالجزاء على أن تمنعونا فقالوا:
ما فعلنا، فقالوا: ما كذبنا، فسأل المسلمون فيما بينهم، فإذا عبد يدعى مكنفا كان أصله منها، هو الذي كتب لهم فقالوا: إنما هو عبد، فقالوا: إنا لا نعرف حركم من عبدكم، قد جاء أمان فنحن عليه قد قبلناه، ولم نبدل، فإن شئتم فاغدروا فأمسكوا عنهم، وكتبوا بذلك إلى عمر، فكتب إليهم: إن الله عظم الوفاء، فلا تكونون اوفياء حتى تفوا، ما دمتم في شك أجيزوهم، وفوا لهم فوفوا لهم، وانصرفوا عنهم.
كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ سيف، عن محمد وطلحة والمهلب وعمرو، قالوا: أذن عمر في الانسياح سنة سبع عشرة في بلاد فارس، وانتهى في ذلك إلى رأي الأحنف بْن قيس، وعرف فضله وصدقه، وفرق الأمراء والجنود، وأمر على أهل البصرة أمراء، وأمر على أهل الكوفة أمراء، وأمر هؤلاء وهؤلاء بأمره، وأذن لهم في الانسياح سنة سبع عشره، فساحوا في سنه ثمان عشره، وأمر أبا موسى أن يسير من البصرة إلى منقطع ذمة البصرة، فيكون هنالك حتى يحدث إليه، وبعث بألوية من ولي مع سهيل بْن عدي حليف بني عبد الأشهل، فقدم سهيل بالألوية، ودفع لواء خراسان إلى الأحنف ابن قيس، ولواء أردشير خره وسابور إلى مجاشع بْن مسعود السلمي، ولواء إصطخر إلى عثمان بْن أبي العاص الثقفي، ولواء فسا ودارابجرد إلى سارية بْن زنيم الكناني، ولواء كرمان مع سهيل بْن عدي، ولواء سجستان الى عاصم ابن عمرو- وكان عاصم من الصحابة- ولواء مكران إلى الحكم بْن عمير التغلبي فخرجوا في سنه سبع عشره، فعسكروا ليخرجوا إلى هذه الكور فلم يستتب مسيرهم، حتى دخلت سنه ثمان عشره، وأمدهم عمر بأهل الكوفة، فأمد سهيل بْن عدي بعبد اللَّه بْن عبد اللَّه بْن عتبان، وأمد الأحنف بعلقمه ابن النضر، وبعبد اللَّه بْن أبي عقيل، وبربعي بْن عامر، وبابن أم غزال.
وأمد عاصم بْن عمرو بعبد اللَّه بْن عمير الأشجعي، وأمد الحكم بْن عمير بشهاب بْن المخارق المازني قال بعضهم: كان فتح السوس ورامهرمز وتوجيه الهرمزان إلى عمر من تستر في سنه عشرين.
[أخبار متفرقة]
وحج بالناس في هذه السنة- أعني سنة سبع عشرة- عمر بْن الخطاب، وكان عامله على مكة عتاب بْن أسيد، وعلى اليمن يعلى بْن أمية، وعلى اليمامة والبحرين عثمان بن أبي العاص وعلى عمان حذيفة بن محصن، وعلى الشام من قد ذكرت أسماءهم قبل، وعلى الكوفة وأرضها سعد بن أبي وقاص، وعلى قضائها أبو قرة، وعلى البصرة وأرضها أبو موسى الأشعري- وقد ذكرت فيما مضى الوقت الذي عزل فيه عنها، والوقت الذي رد فيه إليها أميرا وعلى القضاء- فيما قيل- أبو مريم الحنفي وقد ذكرت من كان على الجزيرة والموصل قبل.