ثم من الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب ابن يعرب بن قحطان ثم من خزاعة وهم بنون لكعب ومليح …
وعدى بنى عمرو بن ربيعه ابن حارثة بن عمر ومزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن إمرئ القيس ابن ثعلبه بن مازن.
منهم الحصين بن عبيد بن خلف بن عبدنهم بن جريبه بن جهمه بن غاضره بن حبشية بن كعب بن عمرو، وهو ابو عمران بن حصين، روى عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ المغيره، قال: حدثنا عمرو- يعنى بن ابى قيس- عن منصور، عن ربعي، عن عمران بن الحصين عن ابيه، انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يسلم، فقال: يا محمد، عبد المطلب كان خيرا لقومه منك، كان يطعمهم الكبد والسنام، وأنت تنحرهم، ثم قال: علمني، فقال: «قل اللهم قنى شر نفسي واعزم لي على ارشد امرى»، ثم أتاه وقد اسلم، فقال: ما اقول؟ قال «قل: اللهم اغفر لي ما اسررت وما اعلنت، وما أخطأت وما عمدت، وما علمت وما جهلت» .
ومنهم سليمان بن صرد بن الجون بن ابى الجون، وهو عبد العزى بن منقذ- وكان سليمان يكنى أبا مطرف وكان اسمه قبل ان يسلم يسار، فلما اسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان- وشهد مع على بن ابى طالب ع الجمل وصفين، وقد قيل انه لم يشهد الجمل، فاما في شهوده معه صفين فلم يختلف فيه، وقتل بعين الورده بناحيه قرقيسياء قتله يزيد بن الحصين بن نمير، وهو يومئذ رئيس التوابين وصاحب امرهم، روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم احاديث.
حدثنا نصر بن على الجهضمي، قال: حدثنا ابى عن شعبه عن عبد الأكرم- رجل من اهل الكوفه- عن ابيه، عن سليمان بن صرد، قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكثنا ليالي لا نقدر- او لا يقدر- على طعام.
ومنهم حبيش بن خالد الأشعري بن خليف روى عن رسول الله ص.
ما حدثنى ابو هشام محمد بن سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار الكعبي الربعي، قال: حدثنى عمى أيوب بن الحكم بن أيوب عن حزام بن هشام، عن ابيه هشام بن حبيش، عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إن رسول الله ص حين خرج من مكة خرج منها مهاجرا الى المدينة، هو وابو بكر ومولى ابى بكر عامر بن فهيره، ودليلهما الليثى عبد الله بن الأريقط فمروا على خيمتي أم معبد الخزاعية- وكانت برزه جلده، تحتى بفناء القبه ثم تسقى وتطعم- فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها، فلم يصيبوا من ذلك شيئا، وكان القوم مرملين- قال ابو هشام مشتين-، قال الطبرى وانما هو مسنتين- فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى شاه في كسر الخيمة، فقال: «ما هذه الشاه يا أم معبد؟» قالت: شاه خلفها الجهد عن الغنم، قال: «هل بها من لبن؟» قالت: هي اجهد من ذلك، قال: «تاذنين لي ان أحلبها»، قالت: نعم بابى وأمي، ان رايت بها حلبا فاحلبها- فدعا بها رسول الله فمسح بيده ضرعها، وسمى الله، ودعا لها في شاتها، فتفاجت عليه، ودرت واجترت ودعا بإناء يربض الرهط، فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، وسقى اصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم، ثم أراضوا، ثم حلب فيه ثانيا بعد بدء حتى ملا الإناء، ثم غادره عندها وبايعها، وارتحلوا عنها، فقل ما لبثت حتى جاءها زوجها ابو معبد، يسوق اعنزا عجافا، تساوكن هزلا ضحى، مخهن قليل. فلما راى ابو معبد اللبن عجب، وقال: من اين لك هذا يا أم معبد؟ والشاه عازب حيال ولا حلوب في البيت، قالت: لا والله الا انه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، قال: صفيه لي يا أم معبد، قالت: رايت رجلا ظاهر الوضاءة، ابلج الوجه، حسن الخلق، لم يعبه نحله ولم تزر به صعله هكذا قال: ابو هشام، وانما هو لم تعبه تجله، ولم تزر به صقله وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي اشفاره وطف- قال ابو هشام: عطف، وفي صوته صهل، قال الشيخ: وهو خطا وانما هو صحل بالحاء- وفي عنقه سطع وفي لحيته كثافة أزج اقرن ان صمت فعليه الوقار، وان تكلم سما وعلاه، البهاء، اجمل الناس وأبهاه من بعيد، واحسنه واحلاه من قريب، حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر، كان منطقه خرزات نظم يتحدر، ربعه لا ياس من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو انضر الثلاثة منظرا، واحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، ان قال نصتوا لقوله- قال الطبرى: وانما هو انصبتوا لقوله- وان امر تبادروا الى امره- محفود محشود لا عابس ولا مفند- قال ابو هشام: ولا معتد- وهو خطا قال ابو معبد هو والله صاحب قريش الذى ذكر لنا من امره ما ذكر بمكة، ولقد هممت ان اصحبه ان وجدت الى ذلك سبيلا، فاصبح صوت ببكة عاليا يسمعون الصوت، ولا يدرون من صاحبه، وَهُوَ يَقُولُ:
جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيقَيْنِ قَالا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ
هُمَا نزلاها بالهدى واهتدت به فقد فاز من امسى رفيق محمد
فيال قصى ما زوى الله عنكم به من فعال لا يجازى وسودد
ليهنئ بنى كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وانائها فإنكم ان تسألوا الشاه تشهد
دعاها بشاه حائل فتحلبت عليه صريح ضره الشاه مزبد
قال الطبرى: هكذا أنشدنيه ابو هشام وانما هو:
فتحلبت له بصريح ضره الشاه مزبد
فغادرها رهنا لديها لحالب يرددها في مصدر ثم مورد
فلما سمع بذلك حسان بن ثابت شاعر رسول الله ص وسلم شبب يجاوب الهاتف وهو يقول:
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم وقدس من يسرى اليهم ويغتدى
ترحل عن قوم فضلت عقولهم وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم وارشدهم، من يبتغ الحق يرشد
وهل يستوى ضلال قوم تسفهوا عمى وهداه يهتدون بمهتد
وقد نزلت منه على اهل يثرب ركاب هدى حلت عليهم باسعد
نبى يرى مالا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله في كل مسجد
قال الطبرى والذى نرويه في كل مشهد:
وان قال في يوم مقاله غائب فتصديقها في اليوم او في ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعاده جده بصحبته من يسعد الله يسعد
ليهن بنى كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
قال: فلحقه فاسلم.
حدثنى ابراهيم القارئ ابو إسحاق الكوفى، قال: حدثنا بشر بن حسن ابو احمد السكرى، قال: حدثنا عبد الملك بن وهب المذحجى، عن الحر بن الصياح النخعى، عن ابى معبد الخزاعي ان رسول الله ص خرج ليله هاجر من مكة الى المدينة هو وابو بكر وعامر بن فهيره مولى ابى بكر، ودليلهم عبد الله بن اريقط الليثى، فمروا بخيمتى أم معبد الخزاعية- وكانت امراه برزه جلده تحتى وتجلس بفناء الخيمة ثم تطعم وتسقى- فسألوها تمرا ولحما ليشتروا فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وإذا القوم مرملون مسنتون فقالت: لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى، فنظر رسول الله ص الى شاه في كسر خيمتها فقال: ما هذه الشاه يا أم معبد؟ قالت شاه خلفها الجهد عن الغنم، قال: فهل بها من لبن؟
قالت: هي اجهد من ذلك، قال: افتأذنين ان أحلبها؟ قالت: نعم بابى وأمي، ان رايت بها حلبا، فاحلبها فدعا رسول الله ص بالشاه فمسح ضرعها، وذكر اسم الله عز وجل، فتفاجت ودرت، واجترت، فدعا بإناء لها يربضن الرهط، فحلب فيه ثجا حتى غلبه الثمال، فسقاها فشربت حتى رويت، وسقوا حتى رووا، وقال: ساقى القوم آخرهم، فشربوا جميعا عللا بعد نهل حتى أراضوا، ثم حلبوا فيه ثانيا عودا على بدء، فغادره عندها، فقلما لبثت ان جاء زوجها ابو معبد يسوق أعنزا حثلا عجافا، تساوك هزلا، مخهن قليل، لا نقى بهن، فلما راى اللبن عجب وقال: من اين هذا لكم والشاء عازبه ولا حلوبه في البيت؟ قالت: لا والله انه مر بنا رجل مبارك، كان من حديثه كيت وكيت، قال: أراه والله صاحب قريش الذى ذكر لنا صفيه لي يا أم معبد، قالت: رايت رجلا ظاهر الوضاءة، متبلج الوجه، حسن الخلق لم تعبه تجله، ولم تزر به صعله، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي اشفاره وطف، وفي صوته صهل- قال: الطبرى وانما هو صحل- احور اكحل أزج اقرن، رجل في عنقه سطع، وفي لحيته كثافة- قال الطبرى: وانما هو كثاثة- إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، كان منطقه خرزات نظم يتحدرن، حلو المنطق، فصل لا نزر ولا هذر، اجهر الناس، واجمله من بعيد، واحلاه واحسنه من قريب، ربعه لا تشنؤه من طول ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو انضر الثلاثة منظرا، واحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، ان قال سمعوا لقوله، وان امر تبادروا الى امره، محفود محشود لا عابس ولا مفند قال: هذا والله صاحب قريش الذى ذكر لنا، ولو كنت وافقته لالتمست صحبته، ولافعلن ذلك ان وجدت اليه سبيلا، واصبح صوت بمكة عال يسمعونه ولا يدرون من يقوله بين السماء والارض، وَهُوَ يَقُولُ:
جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به فافلح من امسى رفيق محمد
فيال قصى ما زوى الله عنكم به من فعال لا يجازى وسودد
ليهنئ بنى كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وانائها فإنكم ان تسألوا الشاه تشهد
دعاها بشاه حائل فتحلبت له بصريح ضره الشاه مزبد
قال الطبرى: هكذا أنشدنيه ابو هشام وانما هو: فتحلبت له بصريح ضره الشاه مزبد.
فغادره رهنا لديها بحالب يدر لها في مصدر ثم مورد
فاصبح الناس وقد فقدوا نبيهم ص، فأخذوا على خيمتي أم معبد حتى لحقوا النبي صلى الله عليه وسلم واجابه حسان، وهو يقول:
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم وقدس من يسرى اليه ويغتدى
ترحل عن قوم فزالت عقولهم وحل على قوم بنور مجدد
وهل يستوى ضلال قوم تسكعوا عمى وهداه يهتدون بمهتد
نبى يرى مالا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله في كل مشهد
وان قال في يوم مقاله غائب فتصديقها في ضحوه اليوم او غد
ليهن أبا بكر سعاده جده بصحبته من يسعد الله يسعد
ويهن بَنِي كَعْبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِمْ وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
ومنهم هنيده بن خالد الخزاعي.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ:
أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عن ابى إسحاق، عن هنيده بن خالد الخزاعي، قال: بينما رسول الله ص يقاتل، إذ أتاه رجل، فقال: يا رسول الله أعطني سيفا، فلأقاتل به، قال: «لعلك ان تقوم في الكيول» قال: فاعطاه سيفا فاخذ يرتجز وهو يقول: انى امرؤ بايعنى خليلى ونحن عند اسفل النخيل الا اخون الدَّهْرَ فِي الْكُيُولِ اضْرِبْ بِسَيْفِ اللَّهِ وَالرَّسُولِ قال: فما زال يقاتل حتى عطفوا عليه فقتلوه.
ومنهم نمير الخزاعي.
حدثنى محمد بن خلف العسقلاني، ومحمد بن عوف الطائي من اهل حمص، قالا: حدثنا الفريابي قال: حدثنا عصام بن قدامه، قال: حدثنا مالك بن نمير الخزاعي، قال: حدثنى ابى انه راى رسول الله ص قاعدا في الصلاة، واضعا ذراعه على فخذه اليمنى رافعا اصبعه السبابة قد حناها شيئا وهو يدعو.
ومنهم نافع بن عبد الحارث.
حدثنا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حدثنا سفيان عن حبيب عن رجل عن نافع بن عبد الحارث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سعاده المرء المسلم المسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء».
ومنهم عمرو بن شاس.
حَدَّثَنَا ابن حميد، قال: حَدَّثَنَا سلمة عن ابن إسحاق، عن ابان ابن صالح قال: كنت مع عيسى بن الفضل بن معقل بن سنان الاشجعى، قال:
حدثنى ابو برده بن نيار مكرز الأسلمي، عن خاله عمرو بن شاس، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: « من آذى عليا فقد آذاني».
ومنهم القعقاع بن ابى حدرد، روى عن رسول الله ص.
حدثنى محمد بن ابراهيم المعروف بابن صدران، ويعقوب بن ابراهيم بن جبير الواسطي، قالا: حدثنا صفوان بن عبسى، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، عن ابيه، عن القعقاع بن ابى حدرد الأسلمي، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «تمعددوا واخشوشنوا وانتضلوا وامشوا حفاه».
ومنهم معاذ بن انس الجهنى،
حدثنا ابو كريب، قال: حدثنا سعيد بن الوليد عن ابن مبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن سليمان، عن اسماعيل بن يحيى المعافرى، اخبره عن سهل بن معاذ بن انس الجهنى، عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من حمى مؤمنا من منافق يغتابه بعث الله عز وجل اليه ملكا يحمى لحمه يوم القيامه من نار جهنم، ومن قفى مؤمنا بشيء يريد شينه حبسه الله جل وعز على جسر جهنم حتى خرج مما قال».