وأما الحياء والإغضاء، …
فكان عليه الصلاة والسلام أشدّ الناس حياء، وأكثرهم عن العورات إغضاء، قال أبو سعيد الخدري: كان عليه الصلاة والسلام أشدّ حياء من العذراء في خدرها. وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه، وكان عليه الصلاة والسلام لطيف البشرة، رقيق الظاهر، لا يشافه أحدا بما يكرهه حياء وكرم نفس، قالت عائشة: كان عليه الصلاة والسلام إذا بلغه عن أحد ما يكرهه لم يقل: ما بال فلان يقول كذا، ولكن يقول: “ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا؟” ينهى عنه، ولا يسمّى فاعله، وقالت رضى الله عنها: لم يكن عليه الصلاة والسلام فاحشا، ولا متفحّشا، ولا صخابا بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.