أخرج الشَّيْخَانِ عَن سَلمَة بن الاكوع قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى خَيْبَر فسرنا لَيْلًا فَقَالَ رجل من الْقَوْم لعامر بن الْأَكْوَع …
الا تسمعنا من هنيهاتك وَكَانَ عَامر رجلا شَاعِرًا فَنزل يَحْدُو بالقوم يَقُول:
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْت مَا اهتدينا *** وَلَا تصدقنا وَلَا صلينَا
فَاغْفِر فدَاء لَك مَا اقتفينا *** وَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «من هَذَا السَّائِق» قَالُوا عَامر قَالَ يرحمه الله قَالَ رجل من الْقَوْم وَجَبت يَا رَسُول الله هلا امتعتنا بِهِ قَالَ فَلَمَّا تصاف الْقَوْم تنَاول عَامر سَيْفه ليضْرب بِهِ سَاق يَهُودِيّ وَيرجع ذُبَاب سَيْفه فَأصَاب ركبته فَمَاتَ مِنْهُ.
وَأخرجه مُسلم من وَجه آخر وَفِيه فَقَالَ من هَذَا الْقَائِل قَالُوا عَامر قَالَ غفر لَك رَبك قَالَ وَمَا خص رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قطّ أحدا إِلَّا اسْتشْهد فَقَالَ عمر لَوْلَا متعتنا بعامر وَفِي لفظ وَمَا اسْتغْفر لانسان يَخُصُّهُ قطّ إِلَّا اسْتشْهد.
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن سهل بن سعد ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَوْم خَيْبَر لَأُعْطيَن هَذِه الرَّايَة غَدا رجلا يفتح الله على يَدَيْهِ فَلَمَّا أصبح قَالَ أَيْن عَليّ بن أبي طَالب قَالُوا يشتكي عَيْنَيْهِ قَالَ فارسلوا إِلَيْهِ فَأتي بِهِ فبصق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عَيْنَيْهِ ودعا لَهُ فبرأ حَتَّى كَأَن لم يكن بِهِ وجع.
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن سَلمَة بن الاكوع قَالَ كَانَ عَليّ تخلف عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي خَيْبَر وَكَانَ رمدا فَقَالَ انا اتخلف عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرج فلحق بِهِ فَلَمَّا كَانَ مسَاء اللَّيْلَة الَّتِي فتح الله فِي صباحها قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «لَأُعْطيَن الرَّايَة غَدا رجلا يُحِبهُ الله وَرَسُوله يفتح الله عَلَيْهِ فَإِذا نَحن بعلي وَمَا نرجوه» فَقَالُوا هَذَا عَليّ فَأعْطَاهُ الرَّايَة فَفتح الله عَلَيْهِ.
واخرج مُسلم من وَجه آخر عَن سَلمَة وَذكر قَوْله فبصق فِي عَيْنَيْهِ فبرأ
وَأخرجه الْحَارِث وابو نعيم من وَجه آخر عَن سَلمَة وَزَاد فَأخذ الرَّايَة فَخرج بهَا حَتَّى ركزها تَحت الْحصن فَأطلع اليه يَهُودِيّ من رَأس الْحصن فَقَالَ من أَنْت قَالَ عَليّ فَقَالَ الْيَهُودِيّ علوتم وَمَا انْزِلْ على مُوسَى فَمَا رَجَعَ حَتَّى فتح الله على يَدَيْهِ قَالَ أَبُو نعيم فِيهِ دلَالَة على مَا تقدم علم الْيَهُود من كتبهمْ بتوجيه من وَجه إِلَيْهِم وَيكون الْفَتْح على يَدَيْهِ.
ووردت الْقِصَّة أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَسعد بن أبي وَقاص وَأبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَعمْرَان بن حُصَيْن وَجَابِر وَأبي ليلى الْأنْصَارِيّ أخرجهَا كلهَا أَبُو نعيم وَفِي جَمِيعهَا قصَّة التفل فِي الْعين وبرئها
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وابو نعيم عَن بُرَيْدَة ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي خَيْبَر لَأُعْطيَن الرَّايَة غَدا رجلا يحب الله وَرَسُوله يَأْخُذهَا عنْوَة وَلَيْسَ ثمَّ عَليّ فتطاولت لَهَا قُرَيْش وَجَاء عَليّ على بعير لَهُ وَهُوَ أرمد قَالَ أدن مني فتفل فِي عَيْنَيْهِ فَمَا وجعها حَتَّى مضى لسبيله ثمَّ اعطاه الرَّايَة.
وَأخرج أَحْمد وابو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن عَليّ قَالَ مَا رمدت وَلَا صدعت مُنْذُ تفل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عَيْني يَوْم خَيْبَر.
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو نعيم عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ كَانَ عَليّ يلبس فِي الْحر الشَّديد القباء المشحو الثخين وَمَا يُبَالِي بِالْحرِّ ويلبس فِي الْبرد الشَّديد الثَّوْبَيْنِ الخفيفين وَمَا يُبَالِي بالبرد فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ ان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي خَيْبَر «لَأُعْطيَن الرَّايَة غَدا رجلا يحب الله وَرَسُوله يفتح عَلَيْهِ فدعاني فَأَعْطَانِي ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اكفه الْحر وَالْبرد فَمَا وجدت بعد ذَلِك بردا وَلَا حرا».
وَأخرج أَبُو نعيم عَن شبْرمَة بن الطُّفَيْل قَالَ رَأَيْت عليا بِذِي قار عَلَيْهِ إِزَار ورداء وَهُوَ يهنأ بَعِيرًا لَهُ فِي يَوْم شَدِيد الْبرد وَأَن جَبهته لترشح عرقا
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن سُوَيْد بن غَفلَة قَالَ لَقينَا عليا وَعَلِيهِ ثَوْبَان فِي الشتَاء فَقُلْنَا لَا تغتر فأرضنا هَذِه مقرة لَيست مثل أَرْضك قَالَ فَإِنِّي كنت مقرورا فَلَمَّا بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى خَيْبَر قلت إِنِّي ارمد فتفل فِي عَيْني فَمَا وجدت حرا وَلَا بردا وَلَا رمدت عَيْنَايَ.
وَأخرج ابْن اسحاق وَالْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ خرج مرحب من حصن خَيْبَر وَقَالَ من يبارزنا فَقَالَ مُحَمَّد بن مسلمة أَنا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «قُم إِلَيْهِ اللَّهُمَّ اعنه عَلَيْهِ فبرز إِلَيْهِ فَقتله».
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق مُوسَى بن عقبَة وَمن طَرِيق عُرْوَة قَالَ جَاءَ عبد حبشِي اسود من اهل خَيْبَر كَانَ فِي غنم لسَيِّده فَقَالَ ان اسلمت مَاذَا لي قَالَ «الْجنَّة» فَأسلم ثمَّ قَالَ يَا نَبِي الله إِن هَذِه الْغنم عِنْدِي أَمَانَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «اخرجها من عسكرنا ثمَّ صَحَّ بهَا وارمها بالحصباء فان الله سيؤدي عَنْك أمانتك» فَفعل فَرَجَعت الْغنم إِلَى سَيِّدهَا فَعرف الْيَهُودِيّ ان غُلَامه أسلم وَقتل العَبْد الاسود فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «لقد اكرم الله هَذَا العَبْد وَسَاقه إِلَى خير قد كَانَ الاسلام من نَفسه حَقًا وَقد رَأَيْت عِنْد رَأسه اثْنَتَيْنِ من الْحور الْعين».
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من وَجه آخر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ خرجت سَرِيَّة فِي غَزْوَة خَيْبَر فَأخذُوا انسانا مَعَه غنم يرعاها فجاؤوا بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِنِّي قد آمَنت بك وَبِمَا جِئْت بِهِ فَكيف بالغنم فانها أَمَانَة وَهِي للنَّاس الشَّاة والشاتان واكثر من ذَلِك قَالَ «احصب وجوهها ترجع إِلَى أَهلهَا» فَأخذ قَبْضَة من حَصْبَاء فَرمى بهَا وجوهها فَخرجت تشتد حَتَّى دخلت كل شَاة أَهلهَا ثمَّ تقدم إِلَى الصَّفّ فَأَصَابَهُ سهم فَقتله وَلم يصل لله سَجْدَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «إِن عِنْده لزوجتين لَهُ من الْحور الْعين».
وَأخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن شَدَّاد بن الْهَاد أَن رجلا من الْأَعْرَاب آمن وَهَاجَر فَلَمَّا كَانَت غَزْوَة خَيْبَر غنم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا فَقَسمهُ فَأعْطَاهُ نصِيبه فَقَالَ مَا على هَذَا اتبعتك وَلَكِن اتبعتك على ان أرمي هَهُنَا وَأَشَارَ إِلَى حلقه بِسَهْم فأموت فَأدْخل الْجنَّة فَقَالَ ان تصدق الله يصدقك ثمَّ نهضوا الى قتال الْعَدو فَأَصَابَهُ سهم حَيْثُ أَشَارَ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «صدق الله فَصدقهُ».
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق ابْن اسحاق حَدثنِي عبد الله بن ابي بكر بن حزم عَن بعض من اسْلَمْ انهم اتوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخَيْبَر فَقَالُوا لقد جهدنا وَمَا أبدينا شَيْء فَقَالَ «اللَّهُمَّ انك قد علمت حَالهم وَلَيْسَت لَهُم قُوَّة وَلَيْسَ بيَدي مَا أعطيهم إِيَّاه فافتح عَلَيْهِم أعظم حصن بهَا عَنى اكثر طَعَاما وودكا» فغدا النَّاس فَفتح الله عَلَيْهِم حصن الصعب بن معَاذ وَمَا بِخَيْبَر حصن أَكثر طَعَاما وودكا مِنْهُ.
وَأخرج ابْن قَانِع وَالْبَغوِيّ وَأَبُو نعيم فِي الصَّحَابَة عَن سعيد بن شييم أحد بني سهم بن مرّة أَن أَبَاهُ حَدثهُ انه كَانَ فِي جَيش عُيَيْنَة بن حصن لما جَاءَ يمد يهود خَيْبَر قَالَ فسمعنا صَوتا فِي عَسْكَر عيينه يَقُول أَيهَا النَّاس أهلكم خولفتم إِلَيْهِم قَالَ فَرَجَعُوا لَا يتناظرون فَلم نر لذَلِك نبأ وَمَا نرَاهُ كَانَ إِلَّا من السَّمَاء.
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ حَدثنِي مُوسَى بن عمر الْحَارِثِيّ عَن أبي سُفْيَان مُحَمَّد بن سهل بن أبي حثْمَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما قَاتل أهل الشق بِخَيْبَر وَبِه حصون ذَوَات عدد وتحصنوا بحصن النزار وامتنعوا فِيهِ أَشد الِامْتِنَاع حَتَّى اصاب النبل ثِيَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كفا من حَصْبَاء فحصب بِهِ حصنهمْ فَرَجَفَ الْحصن بهم ثمَّ ساخ فِي الأَرْض حَتَّى جَاءَ الْمُسلمُونَ فَأخذُوا اهله أخذا اخرجه الْبَيْهَقِيّ.
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن انس ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الصُّبْح بِغَلَس ثمَّ ركب فَقَالَ «الله اكبر خربَتْ خَيْبَر إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين».
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر قَالَ رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَين صَفِيَّة خضرَة فَقَالَ «مَا هَذِه الخضرة» قَالَت كَانَ رَأْسِي فِي حجر ابْن أبي الْحقيق وَأَنا نَائِمَة فَرَأَيْت كَأَن قمرا وَقع فِي حجري فَأَخْبَرته بذلك فلطمني وَقَالَ «تتمنين ملك يثرب».
وَأخرج ابْن سعد عَن حميد بن هِلَال قَالَ قَالَت صَفِيَّة رَأَيْت كَأَنِّي وَهَذَا الَّذِي يزْعم ان الله أرْسلهُ وَملك يسترنا بجناحه فَردُّوا عَلَيْهَا رؤياها وَقَالُوا لَهَا فِي ذَلِك قولا شَدِيدا.
وَأخرج ابو يعلى عَن حميد بن هِلَال أَن صَفِيَّة قَالَت انْتَهَيْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا بَين النَّاس أحد اكره إِلَيّ مِنْهُ فَقَالَ إِن قَوْمك صَنَعُوا كَذَا وَكَذَا فَمَا قُمْت من مقعدي وَمَا من النَّاس أحد احب إِلَيّ مِنْهُ.
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عَاصِم الْأَحول عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ أَو عَن أبي قلَابَة قَالَ لما قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَيْبَر قدم وَالتَّمْر خضرَة فأسرع النَّاس فِيهَا فحموا فشكوا ذَلِك إِلَيْهِ فَأَمرهمْ ان يقرسوا المَاء فِي الشنان ثمَّ يحدرون عَلَيْهِم بَين اذاني الْفجْر ويذكرون اسْم الله عَلَيْهِ فَفَعَلُوا فَكَأَنَّمَا نشطوا من عقل.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ روينَاهُ عَن عبد الرَّحْمَن بن المرقع عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَوْصُولا.
قلت أخرجه ابو نعيم فِي الْمعرفَة عَن عبد الرَّحْمَن بن المرقع قَالَ لما افتتحت خَيْبَر وَهِي مخضرة من الْفَوَاكِه وَاقع النَّاس الْفَاكِهَة فغشيتهم الْحمى فشكوها إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ بردوا لَهَا المَاء فِي الشنان صبوا عَلَيْكُم بَين الصَّلَاتَيْنِ فَفَعَلُوا فَذَهَبت عَنْهُم الْحمى.
وَأخرج الْوَاقِدِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن عبد الله بن انيس قَالَ خرجت إِلَى خَيْبَر وَمَعِي زَوْجَتي وَهِي حُبْلَى فنفست فِي الطَّرِيق فَأخْبرت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ «انقع لَهَا تَمرا فَإِذا انْعمْ بله فتشربه فَفعلت فَمَا رَأَتْ شَيْئا تكرههُ».
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق الْوَاقِدِيّ عَن شُيُوخه قَالُوا كَانَ أَبُو شتيم الْمُزنِيّ قد أسلم فَحسن إِسْلَامه فَحدث قَالَ لما نفرنا إِلَى أهلنا مَعَ عُيَيْنَة بن حصن رَجَعَ بِنَا عُيَيْنَة فَلَمَّا كَانَ دون خَيْبَر عرسنا من اللَّيْل ففزعنا فَقَالَ عُيَيْنَة أَبْشِرُوا إِنِّي ارى اللَّيْلَة فِي النّوم ان اعطيت ذَا الرَّقَبَة جبلا بِخَيْبَر قد وَالله اخذت بِرَقَبَة مُحَمَّد قَالَ فَلَمَّا قدمنَا خَيْبَر قدم عيينه فَوجدَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد فتح خَيْبَر فَقَالَ عيينه يَا مُحَمَّد أَعْطِنِي مَا غنمت من حلفائي فَإِنِّي انصرفت عَنْك وَعَن قتالك قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «كذبت وَلَكِن الصياح الَّذِي سَمِعت أنفرك إِلَى أهلك» قَالَ أجدني يَا مُحَمَّد قَالَ «لَك ذُو الرَّقَبَة» قَالَ عُيَيْنَة مَا ذُو الرَّقَبَة قَالَ «الْجَبَل الَّذِي رَأَيْت فِي النّوم أَنَّك أَخَذته» فَانْصَرف عُيَيْنَة إِلَى اهله فَجَاءَهُ الْحَارِث بن عَوْف فَقَالَ لَهُ ألم أقل لَك انك تُوضَع فِي غير شَيْء وَالله لَيظْهرَن مُحَمَّد على مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب يهود كَانُوا يخبروننا بِهَذَا أشهد لسمعت أَبَا رَافع سَلام بن أبي الْحقيق يَقُول أَنا نحسد مُحَمَّدًا على النُّبُوَّة حَيْثُ خرجت من بني هَارُون هُوَ نَبِي مُرْسل ويهود لَا تطاوعني على هَذَا وَلنَا مِنْهُ ذبحان وَاحِد بِيَثْرِب وَآخر بخيابر قَالَ الْحَارِث قلت لسلام يملك الأَرْض جَمِيعًا قَالَ نعم والتوراة.
وَأخرج ابو نعيم من طَرِيق عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة خَيْبَر فَأَرَادَ ان يتبرز فَقَالَ «يَا عبد الله انْظُر هَل ترى شَيْئا» فَنَظَرت فَإِذا شَجَرَة وَاحِدَة فَأَخْبَرته فَقَالَ لي «انْظُر هَل ترى شَيْئا» فَنَظَرت شَجَرَة اخرى متباعدة من صاحبتها فَأَخْبَرته فَقَالَ «قل لَهما ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يأمركما ان تجتمعا فَقلت لَهما فاجتمعا »ثمَّ اتاهما فاستتر بهما ثمَّ قَامَ فَانْطَلَقت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا إِلَى مَكَانهَا.
وَأخرج ابْن سعد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما ظهر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على خَيْبَر صَالحهمْ على ان يخرجُوا بِأَنْفسِهِم وأهليهم لَيْسَ لَهُم بَيْضَاء وَلَا صفراء فَأتي بكنانة وَالربيع فَقَالَ لَهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «أَيْن آنيتكما الَّتِي كُنْتُم تعيرونها اهل مَكَّة» قَالَا هربنا فَلم نزل تضعنا أَرض وترفعنا أُخْرَى فأنفقنا كل شَيْء فَقَالَ لَهما «إنَّكُمَا إِن كتمتماني شَيْئا فاطلعت عَلَيْهِ استحللت بِهِ دماءكما وذراريكما» قَالَا نعم فَدَعَا رجلا من الْأَنْصَار فَقَالَ «اذْهَبْ إِلَى قراح كَذَا وَكَذَا ثمَّ ائْتِ النّخل فَانْظُر نَخْلَة عَن يَمِينك اَوْ عَن يسارك فَانْظُر نَخْلَة مَرْفُوعَة فأتني بِمَا فِيهَا» فَانْطَلق فَجَاءَهُ بالآنية وَالْأَمْوَال فَضرب اعناقهما وسبى أهليهما.
وَأخرج الْحَارِث بن أبي أُسَامَة عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة خَيْبَر «من كَانَ مضعفا اَوْ مصعبا فَليرْجع» وَأمر مناديا فَنَادَى بذلك فَرجع نَاس وَفِي الْقَوْم رجل على بكر صَعب فَمر من اللَّيْل على سَواد فنفر بِهِ فصرعه فَلَمَّا جيئ بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ «مَا شَأْن صَاحبكُم» فأخبروه قَالَ «يَا بِلَال مَا كنت أَذِنت فِي النَّاس من كَانَ مضعفا اَوْ مصعبا فَليرْجع» قَالَ بلَى فَأبى ان يصلى عَلَيْهِ.
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ثَوْبَان ان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي مسير لَهُ «إِنَّا مدلجون اللَّيْلَة إِن شَاءَ الله فَلَا يرحلن مَعنا مضعف وَلَا مُصعب »فارتحل رجل على نَاقَة لَهُ صعبة فَسقط فاندقت فَخذه فَمَاتَ فَأمر بِلَالًا فَنَادَى ان الْجنَّة لَا تحل لعاص ثَلَاثًا.
وَأخرج ابْن سعد عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم قَالَ كتب إِلَيّ عمر ابْن عبد الْعَزِيز فِي خِلَافَته أَن افحص لي عَن الكثيبة اكانت خمس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من خَيْبَر ام كَانَت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاصَّة فَسَأَلت عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن فَقَالَت إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما صَالح ابْن أبي الْحقيق جزأ النطاة والشق خَمْسَة أَجزَاء فَكَانَت الكثيبة جزأ مِنْهَا ثمَّ جعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمس بعرات وَاعْلَم ان فِي بَعرَة مِنْهَا لله مَكْتُوبًا ثمَّ قَالَ «اللَّهُمَّ اجْعَل سهمك فِي الكثيبة فَكَانَ أول مَا خرج السهْم الَّذِي مَكْتُوب فِيهِ لله على الكثيبة» فَكَانَت الكثيبة خمس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت السهْمَان إغفالا لَيْسَ فِيهَا عَلَامَات فَكَانَت فوضى للْمُسلمين على ثَمَانِيَة عشر سَهْما قَالَ أَبُو بكر فَكتبت إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز بذلك.
وَأخرج البُخَارِيّ عَن يزِيد بن ابي عبيد قَالَ رَأَيْت أثر ضَرْبَة فِي سَاق سَلمَة ابْن الْأَكْوَع فَقلت مَا هَذِه الضَّرْبَة قَالَ ضَرْبَة أصابتني يَوْم خَيْبَر فَقَالَ النَّاس أُصِيب سَلمَة فَأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنفث فِيهِ ثَلَاث نفثات فَمَا اشتكيت مِنْهَا حَتَّى السَّاعَة.
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن سهل بن سعد ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم التقى هُوَ الْمُشْركُونَ فِي بعض مغازيه فَاقْتَتلُوا فَمَال كل قوم إِلَى عَسْكَرهمْ وَفِي الْمُسلمين رجل لَا يدع للْمُشْرِكين شَاذَّة وَلَا فاذة إِلَّا أتبعهَا يضْربهَا بِسَيْفِهِ فَقيل يَا رَسُول الله مَا اجزأ اُحْدُ الْيَوْم مَا احزأ فلَان فَقَالَ «اما انه من اهل النَّار فأعظم الْقَوْم ذَلِك» فَقَالُوا أَيّنَا من أهل الْجنَّة إِن كَانَ فلَان من اهل النَّار فَقَالَ رجل وَالله لَا يَمُوت على هَذِه الْحَالة أبدا فَاتبعهُ كلما اسرع اسرع وَإِذا أَبْطَأَ أَبْطَأَ مَعَه حَتَّى جرح فاشتدت جراحته واستعجل الْمَوْت فَوضع سَيْفه بالارض وذبابه بَين ثدييه ثمَّ تحامل عَلَيْهِ فَقتل نَفسه فجَاء الرجل فَقَالَ اشْهَدْ انك رَسُول الله قَالَ وَمَا ذَاك فَأخْبرهُ بِالَّذِي كَانَ من أمره.
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ شَهِدنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَيْبَر فَقَالَ لرجل مِمَّن يَدعِي الاسلام «هَذَا من اهل النَّار» فَلَمَّا حضر الْقِتَال قَاتل الرجل اشد الْقِتَال حَتَّى كثر بِهِ الْجراح فأثبتته فَقيل يَا رَسُول الله أَرَأَيْت الرجل الَّذِي ذكرت انه من اهل النَّار قد وَالله قَاتل فِي سَبِيل الله أَشد الْقِتَال وَكَثُرت بِهِ الْجراح قَالَ «أما انه من أهل النَّار فكاد بعض النَّاس يرتاب فَبينا هُوَ على ذَلِك وجد الرجل ألم الْجراح فَأَهوى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَته فاستخرج مِنْهَا سَهْما فانتحر بهَا» فَقَالُوا يَا رَسُول الله قد صدق الله حَدِيثك
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ ان رجلا من اصحاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفّي يَوْم خَيْبَر فَقَالَ «صلوا على صَاحبكُم» فتغيرت وُجُوه النَّاس لذَلِك فَقَالَ «إِن صَاحبكُم عل فِي سَبِيل الله ففتشنا مَتَاعه فَوَجَدنَا خرزا من خرز الْيَهُود لَا تَسَاوِي دِرْهَمَيْنِ».
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى خَيْبَر فَلم نغنم فضَّة وَلَا ذَهَبا إِلَّا الثِّيَاب وَالْمَتَاع وَالْأَمْوَال فَوجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحْو وَادي الْقرى وَقد أهدي لَهُ عبد أسود يُقَال لَهُ مدعم فَبَيْنَمَا هُوَ يحط رَحل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ جَاءَهُ سهم فَقتله فَقَالَ النَّاس هَنِيئًا لَهُ الْجنَّة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «كلا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن الشملة الَّتِي اخذها يَوْم خَيْبَر من الْمَغَانِم لم تصبها المقاسم لتشتعل عَلَيْهِ نَارا».
وَأخرج البُخَارِيّ عَن ابي هُرَيْرَة قَالَ لما فتحت خيبرا اهديت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَاة فِيهَا سم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «اجْمَعُوا من كَانَ هَهُنَا من الْيَهُود» فَجمعُوا لَهُ فَقَالَ لَهُم «اني سَائِلكُمْ عَن شَيْء فَهَل أَنْتُم صادقي» قَالُوا نعم قَالَ «من أبوكم» قَالُوا فلَان قَالَ «كَذبْتُمْ بل أبوكم فلَان» قَالُوا صدقت وبررت قَالَ «اجعلتم فِي هَذِه الشَّاة سما» قَالُوا نعم قَالَ «فَمَا حملكم على ذَلِك» قَالُوا اردنا إِن كنت كَاذِبًا اسْتَرَحْنَا مِنْك وَإِن كنت نَبيا لم يَضرك.
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وابو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة أَن إمرأة من الْيَهُود أَهْدَت الى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَاة مَسْمُومَة فَقَالَ لأَصْحَابه «امسكوا فَإِنَّهَا مَسْمُومَة» فَقَالَ «مَا حملك على مَا صنعت» قَالَت اردت ان اعْلَم إِن كنت نَبيا فسيطلعك الله عَلَيْهِ وَإِن كنت كَاذِبًا اريح النَّاس مِنْك فَمَا عرض لَهَا.
واخرج الشَّيْخَانِ عَن أنس ان يَهُودِيَّة أَتَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِشَاة مَسْمُومَة فَأكل مِنْهَا فجيء بهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلَهَا عَن ذَلِك قَالَت أردْت لأقتلك قَالَ «مَا كَانَ الله ليسلطها على ذَلِك».
وَأخرج احْمَد وَابْن سعد وابو نعيم عَن ابْن عَبَّاس ان امْرَأَة من الْيَهُود اهدت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَاة مَسْمُومَة فَأرْسل إِلَيْهَا فَقَالَ «مَا حملك على مَا صنعت» قَالَت أردْت إِن كنت نَبيا فَإِن الله سيطلعك عَلَيْهِ وَإِن لم تكن نَبيا أُرِيح النَّاس مِنْك.
وَأخرج الدَّارمِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن عهد الله أَن يَهُودِيَّة من أهل خَيْبَر أَهْدَت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَاة مَسْمُومَة فَأخذ الذِّرَاع فَأكل مِنْهَا وَأكل رَهْط من اصحابه فَقَالَ «ارْفَعُوا ايديكم» ودعا الْيَهُودِيَّة فَقَالَ «اسممت هَذِه الشَّاة» قَالَت من أخْبرك قَالَ «أَخْبَرتنِي هَذِه فِي يَدي الذِّرَاع» قَالَت نعم قَالَ «فَمَا أردْت إِلَى ذَلِك» قَالَت قلت إِن كَانَ نَبيا فَلَا يضرّهُ وَإِن لم يكن نَبيا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ فَعَفَا عَنْهَا وَلم يُعَاقِبهَا.
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من وَجه آخر عَن جَابر وَفِيه قَالَ امسكوا فَإِن عضوا من اعضائها يُخْبِرنِي أَنَّهَا مَسْمُومَة.
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ بِسَنَد صَحِيح عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك ان يَهُودِيَّة أَهْدَت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَاة مَسْمُومَة بِخَيْبَر فَأكل مِنْهَا وَأكل اصحابه ثمَّ قَالَ «امسكوا ثمَّ قَالَ للْمَرْأَة هَل سممت هَذِه الشَّاة» قَالَت من اخبرك قَالَ هَذَا الْعظم لساقها وَهُوَ فِي يَده قَالَت نعم.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا مُرْسل وَيحْتَمل ان يكون عبد الرَّحْمَن حمله عَن جَابر
قلت أخرجه الطَّبَرَانِيّ مَوْصُولا عَن كَعْب بن مَالك.
واخرج الْبَزَّار وَالْحَاكِم وَصَححهُ ابو نعيم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن يَهُودِيَّة اهدت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَاة سميطا فَلَمَّا بسط الْقَوْم أَيْديهم قَالَ «كفوا أَيْدِيكُم فَإِن عضوا لَهَا يُخْبِرنِي انها مَسْمُومَة» وَأرْسل إِلَى صاحبتها «سممت طَعَامك هَذَا» قَالَت نعم أردْت إِن كنت كَاذِبًا ان أُرِيح النَّاس مِنْك وَإِن كنت صَادِقا علمت ان الله سيطلعك عَلَيْهِ فَقَالَ «اذْكروا اسْم الله وكلوا فَلم يضر أحدا منا شَيْئا».
وَأخرج الْوَاقِدِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن ام عمَارَة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالجرف وَهُوَ يَقُول «لَا تطرقوا النَّاس بعد صَلَاة الْعشَاء» فَذهب رجل من الْحَيّ فطرق أَهله فَوجدَ مَا يكرههُ فخلى سَبيله وَلم يهجه وضن بِزَوْجَتِهِ ان يفارقها وَكَانَ لَهُ مِنْهَا أَوْلَاد وَكَانَ يُحِبهَا فعصى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَأى مَا يكره.
وَأخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قفل من غَزْوَة خَيْبَر سَار لَيْلَة حَتَّى إِذا أدركنا الْكرَى عرس وَقَالَ لِبلَال «أكلأ لنا اللَّيْل فَغلبَتْ بِلَالًا عَيناهُ وَهُوَ مُسْتَند إِلَى رَاحِلَته» فَلم يَسْتَيْقِظ وَلَا اُحْدُ من اصحابه حَتَّى ضربتهم الشَّمْس الحَدِيث.
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق مَالك عَن زيد بن أسلم ان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي هَذِه الْقِصَّة لأبي بكر «إِن الشَّيْطَان أَتَى بِلَالًا وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فاضجعه فَلم يزل يهدئه كَمَا يهدأ الصَّبِي حَتَّى نَام ثمَّ دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِلَالًا فَأخْبر بِلَال مثل الَّذِي أخبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا بكر» فَقَالَ ابو بكر أشهد أَنَّك رَسُول الله.
بَاب مَا وَقع فِي سَرِيَّة عبد الله بن رَوَاحَة
اخْرُج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من طَرِيق عُرْوَة وَمن طَرِيق مُوسَى بن عقبَة عَن ابْن شهَاب قَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله بن رَوَاحَة فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا فيهم عبد الله بن انيس إِلَى يسير بن رزام الْيَهُودِيّ فَضرب يسير وَجه عبد الله بن انيس فَشَجَّهُ مأمومة فقد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فبصق فِي شجته فَلم تقح وَلم تؤذه حَتَّى مَاتَ.