لم يدع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصة للاجتماع بالناس وتبليغهم الدعوة – تفوته، وخاصة في موسم الحج عندما تقبل القبائل إلى مكة، …
قال ربيعة بن عباد الدؤلي – وهو شاهد عيان -: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله عز وجل، ووراءه رجل أحول تقد وجنتاه وهو يقول: “أيها الناس لا يغرنَّكم هذا دينكم ودين آبائكم. قلت: من هو؟ قالوا هذا أبو لهب”.
ومما خاطب به الناس في ذي المجاز: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» وكان الناس يزدحمون عليه غير أنهم لا يقولون شيئاً، وهو لا يسكت بل يكرر دعوتهم. وأبو لهب يصيح: إنه صابيء كاذب يريد لتتركوا آلهتكم وتتركوا اللات والعزى.
ومما خاطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في الموقف: «هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل؟؟» فأتاه رجل من همدان. فقال: «من أنت؟» فقال الرجل: من همدان. قال: «فهل عند قومك من منعة؟»
قال: نعم
ثم إن الرجل خشي أن يخفره قومه. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «آتيهم فأخبرهم، ثم آتيك من عام قابل».
قال: نعم
فانطلق. وجاء وفد من الأنصار في رجب.
وهذا يدل على أن الحادثة جرت في العام الحادي عشر من البعثة فإن الأنصار قدموا في العام الحادي عشر من البعثة حيث جرت بيعة العقبة الأولى، ثم في العام الثاني عشر حيث جرت بيعة العقبة الثانية، ثم كانت الهجرة إلى المدينة.