قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: …
فَلَمَّا بَلَغَ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو قَتْلُ أَبِي بَصِيرٍ صَاحِبَهُمْ الْعَامِرِيَّ، أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إلَى الْكَعْبَةِ، ثُمَّ قَالَ: وَاَللَّهِ لَا أُؤَخِّرُ ظَهْرِي عَنْ الْكَعْبَةِ حَتَّى يُودِيَ هَذَا الرَّجُلُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: وَاَللَّهِ إنَّ هَذَا لَهُوَ السَّفِهُ، وَاَللَّهِ لَا يُودَى (ثَلَاثًا) فَقَالَ فِي ذَلِكَ مَوْهِبُ بْنُ رِيَاحٍ أَبُو أُنَيْسٍ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ:
– قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: أَبُو أُنَيْسٍ أَشْعَرِيٌّ-
أَتَانِي عَنْ سُهَيْلٍ ذَرْءُ قَوْلٍ … فَأَيْقَظَنِي وَمَا بِي مِنْ رُقَادِ
فَإِنْ تَكُنِ الْعِتَابَ تُرِيدُ مِنِّي … فَعَاتِبْنِي فَمَا بِكَ مِنْ بِعَادِي
أَتُوعِدُنِي وَعَبْدُ مَنَافٍ حَوْلِي … بِمَخْزُومٍ أَلَهْفًا مَنْ تُعَادَى
فَإِنْ تَغْمِزْ قَنَاتِي لَا تَجِدْنِي … ضَعِيفَ الْعُودِ فِي الْكُرَبِ الشِّدَادِ
أُسَامِي الْأَكْرَمِينَ أَبًا بِقَوْمِي … إذَا وَطِئَ الضَّعِيفُ بِهِمْ أُرَادَى
هُمْ مَنَعُوا الظَّوَاهِرَ غَيْرَ شَكٍّ … إلَى حَيْثُ الْبَوَاطِنُ فَالْعَوَادِي
بِكُلِّ طِمِرَّةٍ وَبِكُلِّ نَهْدٍ … سَوَاهِمَ قَدْ طُوِينَ مِنْ الطِّرَادِ
لَهُمْ بِالْخَيْفِ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدَّ … رِوَاقِ الْمَجْدِ رُفِعَ بِالْعِمَادِ